إخفاق سلتنا
انتهت مشاركة منتخبنا الوطني بكرة السلة للرجال بتصفيات كأس العالم، ولكن الحديث عن سلتنا لم ينتهِ وسيبقى حديث الشارع الرياضي بعد الخروج الحزين للمنتخب الوطني وتعرضه لخسارتين قاسيتين أمام البحرين وإيران ضمن النافذة الثالثة.
وفي الواقع ما نعيشه هذه الأيام يذكرنا بشكل كبير بتصفيات كأس العالم لكرة القدم عام ٢٠١٨ عندما وصل منتخبنا للملحق ولعب أمام أستراليا وخسر تلك المباراة، وقتها ارتفع سقف التوقعات والجميع ركب الموجة على أننا وصلنا لكأس العالم ولكن ما حصل أن ضاع الحلم الوردي تماماً في كرة السلة، ولذلك منذ فترة طويلة لم تشهد الرياضة السورية حالة من التخطيط المدروس ولم يمر أي شخص في كل الاتحادات لديه دور يخطط بشكل رياضي علمي مدروس والأسباب كثيرة لأن عقليتنا غير احترافية بعيدة عن ثقافة الرياضة ولعل كلام مدير المنتخب بعد الخسارة أمام إيران فيه جزء من الصحة ولكن ليس فقط الجمهور وإنما بداخلنا، فترى المدرب يشتغل بالمدرب الآخر والإداري أو الفني يعمل لمصالحه الخاصة واللاعب يحفر لزميله في المنتخب والجميع يعمل بالآلية نفسها وتكون الحجة العمل للمصلحة العامة والجميع ينسف عمل غيره ومن سبقه، ولكن في الواقع لم تكن الخسارات المتتالية للمنتخب والخروج من التصفيات مفاجأة من هذه النتائج المخجلة ومن توقع أننا نمتلك منتخباً قوياً بعد الفاينال فور الذي انعدم فيه دور اللاعب المحلي نقول له عليك أن تشاهد الدوريات العربية، والعمل في تلك البلدان على تطوير رياضتها ليس فقط بكرة السلة ولنا في السعودية والبحرين مثالٌ حيٌّ.
وهنا تبقى العشوائية واضحة في أي عمل، والتي بنيت عليها معظم رياضتنا والعمل على آخر درجة من البناء ليس على حجر الأساس، الابتعاد عن الخطط المدروسة غير المكلفة والالتفات للمظاهر وتلميع الدور الذي يقوم به أي جزء في هذا الاتحاد والاهتمام بأمور سطحية والداخل منهك ومتعب، ومن يريد العمل حقاً عليه إيجاد الحلول للنهوض باللعبة، وهذا كله يبدأ من القواعد، دوري بروزنامة تخدم الفئات.
باختصار؛ سأختم الحديث بجملة قالها مدير المنتخب عقب الخسارة أمام إيران: “نحن لا نحبُّ بعضنا حقاً ويجب أن نحب بعضنا أولاً ونحب اللعبة لكي نفكر بعدها بالتخطيط”.