قانون حماية المؤلف.. بيئة إبداعية مناسبة للكتاب

سناء هاشم:
لا تختلف حقوق الملكية الفكرية عن حقوق الملكية الأخرى، فهي تبيح لمالك هذا الحق الاستفادة بشتّى الطرق من عمله إلى أن يتبلور في صورة منتج.
وهنا يحق للمالك منع الآخرين من التصرف في ملكه من دون الحصول على إذن مسبق منه، وأيضاً يحق له مقاضاتهم في حالة التعدي على حقوقه والمطالبة بوقف التعدي أو وقف استمراره والتعويض عما أصابه من ضرر.
في سورية شهد واقع الملكية الفكرية تطوراً كبيراً خلال الفترة الماضية منذ عام 2003 بهدف تشجيع النشاط الابتكاري والنهوض بحماية الملكية الفكرية، حيث ساهمت في هذا الأمر وزارة الثقافة وكل المديريات المعنية فيها.
وفي هذا السياق، عملت وزارة الثقافة السورية ممثلة بمديرية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة والدوائر المعنية في مديريات الثقافة، على نشر الوعي بضرورة حماية المؤلفات وشرح القانون وذلك عبر إقامة الفعاليات من ندوات ومحاضرات سواء في مديريات الثقافة أو حتى في الجامعات.
وفي حوار مع «تشرين» أكد المُحامي الأستاذ، بهاء الحوراني، أن وزارة الثقافة تمثلها مديرية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة والدوائر المعنية في مديريات الثقافة، تعمل على نشر الوعي بضرورة حماية المؤلفات وشرح القانون وذلك عبر إقامة الفعاليات من ندوات ومحاضرات سواء في مديريات الثقافة أو حتى في الجامعات. وكان لـ«تشرين» الحوار التالي معه:
– إلى أي حدٍّ تم الالتزام بتطبيق قانون الملكية الفكرية بعد سنوات على صدوره؟ وهل كان له الأثر المطلوب في حماية هذه الملكية؟.
تعمل وزارة الثقافة ممثلة بمديرية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة والدوائر المعنية في مديريات الثقافة على نشر الوعي بضرورة حماية المؤلفات وشرح القانون بإقامة الفعاليات من ندوات ومحاضرات سواء في مديرات الثقافة أو حتى في الجامعات, وأيضاً من خلال قنوات التواصل الاجتماعي الرسمية للوزارة، وقد لاحظنا النتائج من خلال تواصل العديد من المؤلفين والمبدعين وأصحاب الأعمال الفنية على اختلاف أنواعها للتعرف على حقوقهم وحمايتها.
– هل ترون أن القانون بحاجة إلى تطوير وخاصة مع استمرار ظهور أنواع جديدة من الملكية الفكرية؟.
جاء القانون رقم /62/ لعام 2013 وتعليماته التنفيذية شاملاً وواضحاً بكل مواده وفقراته وجاءت التعليمات التنفيذية أيضاً بشرح كاف حتى لو ظهرت أنواع جديدة من الملكية الفكرية.
– هل شهدت المحاكم السورية هذا النوع من القضايا ؟ وهل هناك أمثلة بحوزتكم في هذا المجال؟
بالتأكيد شهدت محاكم البداية في المحافظات العديد من النزاعات وتم تنظيم الضبوط لدى النيابة العامة ومن الأمثلة تنظيم ضبط حماية منهاج اللغة الإنكليزية حيث تم تدريسه في أحد المعاهد الخاصة وتم تدريسه في معهد آخر, وأيضاً تم تنظيم ضبط لنزاع قام بين شركتي إنتاج مسلسل “باب الحارة” ونظرت المحاكم السورية بهذا النزاع.
– هل تعدون أن الحرب كان لها تأثيرها لجهة المزيد من الانتهاكات للحقوق الفكرية؟
الحرب التي يشهدها وطننا الحبيب أثرت بشكل كبير في الحركة الإبداعية ولذلك نعمل جاهدين على نشر ثقافة حماية المؤلفات الإبداعية لحصر حالات الانتهاكات الحاصلة للملكية الفكرية.
– ما هي المجالات أو القطاعات التي تشهد النسب الأعلى من التنازع على حقوق الملكية في سورية؟
أهم المجالات التي شهدت حالات انتهاك هي قطاع العمل الفني كالتأليف والكتابة والتمثيل وفي مجال الموسيقا أيضاً.
– هل تعتقدون أن القانون المعمول به حالياً شجّع على الإبداع؟ وحفّز على الابتكار وأنّه كان عوناً حقيقياً للمخترعين والمبدعين في تسويق إبداعاتهم واختراعاتهم وليس مجرد حمايتها.
لقد خلق هذا القانون بيئة إبداعية مناسبة للمبدعين من خلال حماية حقوقهم من الناحية المالية والمعنوية أيضاً, وتالياً خلق لدى المؤلف حالة من الاطمئنان والثقة في نشر مؤلفه ومعاقبة كل من يقوم بانتهاك إبداعه بعقوبات رادعة .
واختتم الحقوقي الحوراني بالقول: إنّ قانون حماية المؤلف والحقوق المجاورة جاء بشكل عصري ليواكب التطور الحاصل في مجتمعنا ولكن هناك أشياء يجب العمل عليها كإنشاء محرك بحث وطني يتعرف من خلاله الجمهور على نتاج العمل الإبداعي ما يشجّع على خلق حركة إبداعية في المجتمع ويسهم في تطوير الخبرات لدى المبدعين.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار