معالجة الخلل

تراجع مستوى ترتيب منتخبنا الوطني بكرة السلة للرجال على الصعيدين العربي والقاري يثير استغراب وحيرة العديد من المهتمين والمتابعين للعبة الشعبية الثانية من منطلق أن القيادة الرياضية لم تقصّر أبداً في حق الفريق طوال السنوات الماضية سواء من استقدام العديد من المدربين الجيدين أو بتوفير كل أشكال الدعم المادي والمعنوي على أمل تحقيق المنتخب لإنجازات تتواكب مع هذا الاهتمام، وعلى مدى عشر سنوات لم يحقق منتخبنا أي إنجاز يذكر، ولم ينجح بالتأهل لكأس العالم أو بالوصول للأولمبياد ولو لمرة واحدة، وإنما تأهل لكأس آسيا في عام ٢٠١٧ التي أقيمت في بيروت، ولكأس آسيا التي ستقام في إندونيسيا خلال شهر تموز من العام القادم.
ولكن إذا عدّ البعض أن التأهل لكأس آسيا يعدّ إنجازاً، ورغم أهميته إلا أن هذا الأمر لا يتواكب مع عدد السنوات أو الاهتمام اللامحدود بالمنتخب الوطني لأن الطموحات أكبر في تحقيق إنجاز حقيقي واحد في ظل غياب أي لقب قاري أو عربي على صعيد منتخبات المراحل السنية أيضاً .
ويبقى السؤال المهم: ماذا يحدث بالمنتخب ولماذا لا يحقق إنجازاً واحداً على الأقل ؟
ولكن من أجل وصف علاج يعيد الصحة والعافية لجسم منتخبنا الأول من مبدأ؛ إذا كان المنتخب بخير فإن كرة السلة السورية بخير لابدّ من إجراء فحوصات دقيقة لتشخيص الداء لأنها أولى مراحل العلاج السليم، وأسباب المرض بجسم منتخبنا متعددة، فهناك من يقول إن المواهب الحقيقية بدورينا قد أصبحت نادرة، وبالتالي اختفى النجم الذي يصنع الفارق في المستوى، والبعض الآخر يقول مستوى الدوري متواضع وذهب البعض إلى القول إن عدم الاستعانة باللاعبين الأجانب سبب رئيس من أسباب انخفاض مستوى وضعف منتخبنا لعدم احتكاك لاعبينا بهم والاستفادة من خبراتهم ومستواهم الفني المتطور، بينما تُطرح أسباب أخرى متعددة منها عدم اهتمام الأندية بقطاع المراحل السنية وتفريخ لاعبين أكفاء إضافة لاهتمام اللاعب بناديه أكثر من عطائه بالمنتخب وعدم وجود الحساب الإداري القوي بالمنتخب و بعض اللاعبين أصبحوا أقوياء بالمنتخب لا يستطيع أحد الاقتراب منهم ومحاسبتهم والبعض الآخر يقول إن اللاعبين يفتقدون اللعب بالروح القتالية .
هذه كلها وجهات نظر متباينة حول تقييم أداء المنتخب، ولكن وجهة النظر الصح التي تحترم وتأخذ في الحسبان العمل على تدارك سلبياتها بما يعود بالفائدة على سلتنا .
باختصار؛ اتحاد كرة السلة مطالب بالعمل بوقفة صادقة لمعالجة الخلل والنكسات المتكررة التي تصيب سلتتا والسعي لحل المشاكل التي تواجهها لكون اللامبالاة والإهمال الإداري والفني لم تعد لنا قدرة وطاقة على تحملها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار