تكريس ثقافة التشارك

عشر سنوات من الحرب على البلاد ربما تكون هذه الحرب فريدة من نوعها على الأقل في العصر الحديث، حيث أتت على الأخضر واليابس وعلى مقومات البلاد الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية والنفسية وترافقت مع حصارات متتالية جائرة فرضتها الدول المعادية لسورية على المواطن وبشكل يومي وآني، ورغم الظروف الصعبة التي يمرّ بها المواطن السوري وخاصة ارتفاع أسعار البضائع والسلع والمواد الغذائية إلا أن هناك حالات من التعاون بدأت تظهر في بعض المناطق وعلى مستوى جميع المحافظات وهذه التجارب في ثقافة التعاون والتشارك لكسر هذه الظروف القاهرة تميزت بها الكثير من المحافظات والمناطق وكان أميزها في منطقة القلمون بمحافظة ريف دمشق كمدن يبرود والنبك ودير عطية وقارة وبدأت هذه الظاهرة أيضاً في مناطق محافظة درعا حيث كثُرت الأيادي البيضاء المعطاءة في بعض مناطقها وهذا أدى إلى تنفيذ مشاريع خدمية تنعكس نتائجها بشكل مباشر على تقديم خدمات واسعة لجميع المواطنين والتخفيف عنهم حتى تجاوز هذه المحنة العسيرة التي نتعرض لها، وفوجئت أمس بأن هناك نشاطاً قام به بعض الشباب الوطنيين في بلدة إبطع بمحافظة درعا حيث يعملون على تكريس ثقافة التعاون والتشارك منها مثلاً العمل على تنفيذ مشاريع كهربائية لدعم قطاع المياه بحيث تتوفر للمواطنين بشكل دائم ومنها أيضاً مشاريع لإنارة طرقات وشوارع البلدة من خلال الطاقة البديلة وأيضاً مشاريع لتأمين الدواء لبعض المحتاجين الذين لا يتوفر لديهم ثمنه ومن أهم المشاريع التعاونية في هذه البلدة التي يتم تنفيذها حالياً هو تأمين الكهرباء لمقسم البلدة عن طريق الطاقة البديلة، هذه المشاريع تقدم خدمات واسعة للمواطنين ولها ميزة إيجابية مستقبلية كبيرة في تكريس الأعمال التعاونية والتشاركية بين جميع شرائح المجتمع وتفعيلها على أرض الواقع في الظروف الصعبة الحالية والاستفادة من هذه التجارب بعد انتهاء الحصارات الجائرة على سورية قريباً، إن شاء الله.. ودمتم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار