«كان الأمر حلماً»

كان لا بدّ من إجراء دراسةٍ حول الأسباب التي تعوق أو تمنع الشابات في منطقة القلمون الغربي من ركوب الدراجة قبل البدء بتدريب 25 شابة منهن على استخدامها بمساعدة مختصين/ات من الاتحاد العربي السوري للدراجات، وإلّا فإن محاولة تغيير الصورة النمطية عن أنّ الدراجة مخصصة للرجال أو غير لائقة بالسيدات ستكون مجرد «كلام» كما حصل مراراً في قضايا مشابهة.
بهذا الوعي والفهم لبنية المجتمع المحلي تستمر مشاريع مؤسسة «موج» التنموية لتعزيز مشاركة المرأة في الحياة العامة ودعمها في مختلف الأوساط، فبعد حملتها الأخيرة «لا للتزويج المبكر»، أطلقت مشروع «توازن» تحت شعار: ما بتتوازن بدونِك.
لاحقاً تابعت مدينة النبك المسير الجماعي لراكبي/ات الدراجات الهوائية، انطلاقاً من النادي الرياضي في المدينة وانتهاء عند مقر «موج»، بمرافقة سيارة إسعاف ومدربين/ات, واللافت أن المشاركة لم تقتصر على الشابات والسيدات كما يحصل عادة في النشاطات التي تستهدفهن بل كانت جماعية بامتياز، تأكيداً على أن أي تغيير مجتمعي لا يمكن أن يتناول شريحة واحدة من دون المجتمع ككل، حيث ضمّ المسير عائلات وهواة وفرقاً تطوعية من بينها “الاتحاد الرياضي العام، دعسة بسكليت السلمية، دعسة بسكليت حمص، ROAD RIDE ، جامعة القلمون الخاصة، وعدد من الفعاليات الاقتصادية”.
يظن البعض أن «البسكليت» مخصص لبيئات وفئات محددة كالرياضيين وأصحاب الدخل المحدود أو الطلاب، وفي السياق ذاته يرى آخرون أن استخدامها من قبل النساء مُعيب ومُستهجن، حتى أن مجرد التفكير بشرائها أو استعارتها مرفوض بالنسبة إليهم، وعلى حدّ وصف عددٍ من المشاركات في المسير «كان الأمر حلماً» في حين أن الدراجة وسيلة نقل يومية للرجال والسيدات في كثير من دول العالم، وفي بعضها تتيح تطبيقات المواصلات السيارات بمختلف الأحجام والموتورات والدراجات، وهي أيضاً وسيلة للعمل في توصيل البضائع والرسائل وغير ذلك، فلماذا لا يتم التفكير بها كحل لأزمة المواصلات اليومية في مجتمعنا، وكيف نقبل أن يُفاخر أحدهم بـ «دفع» فتاة تركب الدراجة بقصد المزاح معها، وهو في الحقيقة يتقصّد إيقاعها وإرباك حركتها بين السيارات!. في المحصلة «كسر الصورة النمطية» ليس شعاراً نردده بل عمل منظّم وموزع بطريقة تكاملية واقعية، بسيطة ومدروسة، لا تحتاج سنوات بقدر ما تقوم عليه من همم ونوايا.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار