اقتصاد البحر الأحمر بين أسماك القرش البحرية والشّرعية الدولية؟!..

يعدّ البحر الأحمر من أدفئ بحار العالم، وتطلّ عليه ٨ دول عربية وهي: السعودية- مصر – السودان – اليمن – إريتريا- جيبوتي- فلسطين المحتلة-الأردن، ومساحته /437/ ألف كم2، ويمتد من قناة السويس إلى باب المندب، وسُمِي بهذا الاسم بسبب لون الجبال الحمراء الموجودة على شاطئه الغربيّ،  ويُقال بسبب كثرة الشُعب المرجانية الحمراء، وهو ممر حيوي بين الشرق والغرب وبين الهند وبقية دول العالم، وخاصة العربية والإفريقية والأوربية، ويتصل من خلال مضيق باب المندب وخليج عدن مع المحيط الهنديّ جنوباً، ويتصل عبر قناة السويس بالبحر الأبيض المتوسط شمالاً، ويحدّه خليج العقبة وشبه جزيرة سيناء، ويتمتع بأهمية كبيرة لكونه شرياناً حيوياً من أجل انسياب السلع والخدمات، وهو أقصر طريق بين قارتي أوروبا وآسيا، فحسب (إدارة معلومات الطاقة الأمريكية) يمرّ به “أكثر من /40%/ من حركة التجارة العالمية و/12%/ من شحنات النفط الدولية و/8%/ من شحنات الغاز الطبيعي المسال ، ويحوي على شُعب مرجانية لا تُقدر بثمن، حيث تشكلت منذ أكثر من /7000/ سنة، وثروة سمكية كبيرة بأكثر من/ 1200 / نوع من الأسماك منها /44/ نوعاً من أسماك القرش و35% من أملاح العالم، والكثير من المعادن والرمال النادرة التي تستخدم للعلاج الصحي ،مثل الروماتيزم والتهاب المفاصل والجلد…إلخ”.
وبسبب أهميته الجغرافية والجيوسياسية أصبح مجالاً للتنافس الدولي للسيطرة عليه، وتزايدت عدد القواعد العسكرية المتواجدة في قربه وخاصة في القرن الإفريقي، الذي يضم حسب تعريفه الموسع كل من: إريتريا وجيبوتي الصومال وكينيا وأوغندا تنزانيا وجنوب السودان واليمن، ويتواجد قواعد عسكرية على مدخل البحر تابعة إلى الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا وروسيا والصين، وكل هذه التغيرات والمتغيرات والتحالفات الجيوسياسية الجديدة تمهد لعودة الحرب الباردة والصراعات العسكرية إن لم تكن الحرب الكبيرة وزيادة التوترات الاقليمية، وخاصة في ظل الإصرار الأمريكي والغربي على أنّ منطقة البحر الأحمر هي منطقة أمنية بالنسبة لحلف (الناتو)، ومن أهم التحالفات العسكرية السابقة في هذا البحر، وبحجة حماية الأمن البحري من باب المندب إلى جبل طارق، هو تحالف ( سانت ينال SANTENAL) سنة /2019/ للسيطرة عليه وعلى مضيق هُرمز، ويضم /6/دول برئاسة (أمريكية بريطانية أسترالية وألبانيا)، ومن ثم (المبادرة الفرنسية الأوربية الأمريكية للرقابة البحرية في مضيق هرمز)، لردع التهديدات الإيرانية، وسؤالنا هل إيران تهدد البحر الأحمر؟وهل تذكر القادة الفرنسيين وبدعم أمريكي أنهم لا يزالون يحتفظون بمتحف فريد من نوعه مخصص (لجماجم الأبطال الجزائريين الذين استشهدوا دفاعاً عن بلادهم وحاربوا مع المناضل الكبير عبد القادر الجزائري)؟، وأيضاً في سنة /2022/ تم تأسيس الفرقة الأمريكية /153/ بحجة حماية البحر الأحمر وخليج عدن وتضم /39/ دولة؟!، وتتولى حالياً رئاستها من تاريخ 12/6/2023 أمريكا، وبتاريخ 19/12/2023 وخلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي (لويد اوستن) للأسطول الأمريكي في شرق المتوسط، تم الإعلان عن  تشكيل تحالف دولي يضم /10/ دول وهي: الولايات المتحدة المملكة المتحدة، كندا، فرنسا، إيطاليا، هولندا، النرويج سيشل، إسبانيا، والبحرين، وتحت اسم (حارس الازدهار ؟!) فأي ازدهار هذا على حساب دماء الأبرياء وقتل الأطفال، أم الهدف حماية المصالح الغربية وفي مقدمتها الكيان الصهيوني؟
وقال رئيس وزراء الكيان الصهيوني: “سنحارب أنصار الله في اليمن لضمان حرية الملاحة لكل بلدان العالم”.
ومع زيادة التوتر في البحر الأحمر بدأت الكثير من الشركات العالمية تغادره ومنها نذكر مثلاً (بريتش بتروليوم ومقرها لندن، وماسون الأمريكية، ومجموعة الشحن الفرنسية(سي.إم.إيه-سي.جي.إم)، وإتش إم إم الكورية الجنوبية، وميرسك الدانماركية، وهابغ لويد الألمانية للحاويات، وموينكل كميكال تان كيرز، وفرونت لاين، وشركة لينيوس فيله لمسن و شركة الطاقة النرويجية، وشركة إم سي إس السويسرية، ولاين (إنترناشونال) المحدودة ومقرها هونج كونج، وشركة يوروناف Euronav البلجيكية، وإيفرجرين ويانج مانج  التايوانية…الخ)، وسيزداد مستقبلاً عدد الشركات الدولية التي تغادر البحرين الأحمر والأبيض المتوسط مع زيادة التوتر في المنطقة، بسبب الغطرسة الصهيوغربية والنهج العدواني لليبرالية المتوحشة، وستتأثر حركة التجارة العالمية للسلع والخدمات وسلاسل التوريد وسترتفع الأسعار مجدداً، وستزداد التكلفة بسبب توجه السفن إلى رأس الرجاء الصالح.

وكالة ( بلومبيرغ) أكدت بأن مرور السفن العابرة للبحر الأحمر انخفضت/35% / عن بداية الشهر الحالي، وترافق مع ارتفاع أسعار النفط والغاز بنسبتي /4%/ و/13%/، وهنا نسأل إلى أين يسير العالم والتجارة العالمية في ظل هذا التوتر، أم سيترافق مع زيادة أسماك القرش البشرية، أم سيخضع الكيان الصهيوني وداعموه إلى القرارات؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
وافق على تأمين 5 آلاف طن من بذار البطاطا.. مجلس الوزراء يعتمد الإطار الوطني الناظم لتبسيط إجراءات الخدمات العامة 1092طالباً بالثانوية العامة استفادوا من طلبات الاعتراض على نتائجهم قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ الديمقراطيون الأميركيون يسابقون الزمن لتجنب الفوضى.. الطريق لايزال وعراً وهاريس أفضل الحلول المُرّة.. كل السيناريوهات واردة ودعم «إسرائيل» الثابت الوحيد هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟ نقص «اليود» في الجسم ينطوي على مخاطر كبيرة يُخرِج منظومة التحكيم المحلي من مصيدة المماطلة الشكلية ويفعِّل دور النظام القضائي الخاص.. التحكيم التجاري الدولي وسيلة للاندماج في الاقتصاد العالمي