صحافة الطفل بين التوجيه والإشارة 

بارعة جمعة:

تُعنى بما يخصُّ الطفل من نواحي الحياة كافَّة، كما تخاطب الصغار والكبار والمجتمع على حدٍّ سواء، بوساطة مجلَّات دوريَّة تهتم بالطفل وتحيط بعالمه الخاص الداخلي والخارجي، إلا أن ما يُعوقها اليوم هو صعوبة وصولها إلى شريحة واسعة من الأطفال بسبب الحرب التي أخرت نموَّها في المجالات كلها بما فيها الإعلام.

بناء المجتمع

لايزال خلو الإعلام من صحافة الطفل المكتوبة والمرئية بمنزلة القصور في عمله، وهو الذي حمل على عاتقه التوجُّه للمجتمع وبناء طفولة مثمرة، وذلك من خلال النَّقد والتوجيه وطرح الحلول والبدائل، ومناقشة الخطط بالتنسيق مع الجهات كافة، بما فيها الصحة والتعليم والرياضة أيضاً، والذي بدوره خلق حاجة ملحَّة لتأسيس صحف ومجلَّات دورية مثل “أسامة” و”شامة” وقنوات فضائية.

وتشكل مرحلة الطفولة المبكرة محطَّة مهمَّة في تأسيس الطفل من ناحية النمو المعرفي والسلوكي، ما يفرض علينا مراقبة المحتوى الموجَّه إليه، والتأكد من مدى جودته وملاءمته له، الذي يحتاج إلى إعلام مختص ومتابع لشؤون الطفل.

وأمام التحديات الكبيرة التي تواجه صحافة الطفل بما فيها التطور التكنولوجي الكبير في حياة الأطفال ومحيطهم الأسري، لم يعد مجدياً التوجه إليه بأسلوب تقليدي أو تقديم محتوى معرفي باهت يخلو من الإثارة والتشويق، اللذين يعدان من أبرز سمات التطور في التكنولوجيا، ما يفرض على كتَّابها الانطلاق من مفردات ولغة الطفل والعمل على تفعيل خياله بإثارة الدهشة والاستغراب لديه، باستخدام رسوم تحكي قصصا واقعية، ومن ثم العمل على إيجاد الحلول لها في النهاية والوصول للعبرة، الأمر الذي يؤكد أهمية الكاتب بالدرجة الأولى لارتباطه بالمحتوى المعرفي.

 

قيم تربوية

وللتخصُّص في مسألة التوجه للطفل ضمن فئة عمرية محددة دوره في توجيه رسائل أكثر دقة، تلامس إدراكه وتكوينه المعرفي بمحتوى لغويٍّ فكريٍّ يناسب هذه المرحلة، الذي بات واضحاً فيما تقدمه مجلة “شامة” المخصصة للأطفال ما بين ( ٤ – ٨ ) سنوات، حيث إن التكوين النفسي والجمالي والذوقي للطفل يتركز خلال هذه الفترة برأي رئيسة تحرير مجلة “شامة” أريج بوادقجي، ما يفرض على كاتب المحتوى مسؤوليَّة مضاعفة في تقديم محتوى سمته الأساسية “السهل الممتنع” وذلك عبر تفعيل خيال الطفل والتخاطب معه بلغة خاصة، لتبسيط المفردات وجعلها أكثر قُرباً له، بما يضمن التقاطها من الطفل بسلاسة وضمان استمراريته بالقراءة في مراحل متقدمة.

ولاحتواء أعداد المجلة على قيم تربويةً كالتلاحم الأسري وتقديمها بشكل غير مباشر للطفل، والتركيز على اللقاءات الدورية معه ضمن أنشطة ثقافية ترجمت ردود أفعاله بمؤشرات جيَّدة عن الاهتمام الكبير من الأسرة والمجتمع بالمحتوى المقدم لهم ووصفه بالجيِّد برأي بوادقجي.

كما أن اللجوء إلى مخاطبة الطفل بتقديم مواد تعنيه وتمس ثقافته الخاصة باستخدام مفردات عالمية، تعد الشكل الجديد في لغة الخطاب لدى مجلة “أسامة” القديمة المتجددة، الموجهة للأطفال والمواكبة لهم منذ سنوات عديدة، والذي فرضته التطورات الكبيرة في عالم التكنولوجيا المحيطة بالطفل ومحيطه الأسري برأي رئيس تحرير مجلة “أسامة” قحطان بيرقدار، فالإرشاد والتوجيه هما الأكثر إيجابية للتأثير في عقل الطفل برأيه، ما يُحتِّم على القائمين بإعداد المحتوى المعرفي على تقييمه لغويَّاً وتربويَّاً وتدعيمه بالصور الجاذبة للطفل.

كما أن لهذا التطور المتسارع في التكنولوجيا دوره في التوجُّه لاستخدام تقنيات الرسم الإلكتروني إلى جانب اليدوي، والتواصل بشكل يومي عبر صفحة “أسامة” الإلكترونية لتبادل الأفكار مع الأطفال والأهل ، وهذا بؤكد حرص الأسر على الاطلاع ومواكبة كل جديد بمحتوى المجلة، إلا أن ذلك لم يمنع المجلة من ربط الطفل بماضيه برأي بيرقدار، وذلك بعرض مواد ضمن أعداد قديمة والإشارة إليها للتذكير بها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار