البدء بمسح ميداني للأمية في حلب وريفها.. و3 قرى خالية منها
تشرين- رحاب الإبراهيم:
أصدر محافظ حلب حسين دياب قراراً بتشكيل لجان تعليم الكبار والتنمية الثقافية مؤخراً بهدف إجراء مسح ميداني للأميين فوق عمر 15 سنة، وتنفيذ دورات لمحو الأمية في مناطق حلب وريفها، وخاصة بعد ازدياد نسبة الأمية في هذه المناطق خلال سنوات الحرب ولاسيما من جراء تسرب أعداد كبيرة من الطلبة من المدارس بسبب ظروف الحرب وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية.
“تشرين” التقت رئيس دائرة تعليم الكبار والتنمية الثقافية ياسر عابدين، الذي أكد أنه تم تشكيل 20 لجنة بناء على هذا القرار، من أجل البدء في إجراء المسح الميداني للأميين، حيث يتم العمل على تشكيل قاعدة معلوماتية كافية للقرى والأحياء في مدينة حلب وريفها على نحو يمكّن دائرة تعليم الكبار بالتعاون مع الجهات المعنية والجمعيات الخيرية الأهلية من تحقيق الهدف الاستراتيجي في القضاء على الأمية وإن كان ذلك يستلزم جهوداً كبيرة نظراً لحجم العمل الكبير الذي يتطلب إمكانات مادية كبيرة وكادراً مؤهلاً، لافتاً إلى أن إجراء المسح الميداني سيبدأ قريباً، مع استمرار قيام دائرة تعليم الكبار بنشاطها المعهود بإقامة دورات محو الأمية في الريف والمدينة، إضافة إلى إقامة دورات لإعداد وتأهيل مدرسين في مجال محو الأمية.
وبيّن عابدين بدء حصد بعض الثمار في مجال مكافحة الأمية رغم الإمكانات المحدودة، حيث سيتم الإعلان خلال الفعالية التي ستقام بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الأمية الأسبوع القادم عن 3 قرى خالية من الأمية وهي المفلسة والحلبية وطنوزة بدير حافر في ريف حلب، على أن تتبعها خطوات متلاحقة بهذا المجال خلال الفترات القادمة في الريف والمدينة.
وأشار عابدين إلى أن الجهود تتركز حالياً على تأمين كوادر مدربة من أجل تغطية كل المساحات الجغرافية الواسعة على امتداد مناطق حلب وريفها في ظل النقص الكبير في الكادر البشري المؤهل اللازم لتحقيق هذا الهدف، مشيراً إلى أنه بدئ بتنفيذ خطة العمل لإيجاد الكوادر المدربة، حيث كانت باكورتها إقامة دورة إعداد وتأهيل مدرسين لمحو الأمية في غرفة تجارة حلب بالتعاون مع جمعية التكامل الخيرية، مشيراً إلى أن الدورة تضم 30 شخصاً يحصلون على المعلومات الكافية خلال 3 أيام من أجل إعدادهم لتعليم الراغبين في محو أميتهم، لافتاً إلى الاشتراط في الشخص المؤهل لدورة إعداد مدرس لمحو الأمية ألّا يكون موظفاً وحاصلاً على شهادات جامعية من كليات الإرشاد ومعلم صف مثلاً.
وأوضح رئيس دائرة تعليم الكبار أنه ستقام بعد هذه الدورة دورة أخرى في غرفة تجارة حلب التي أبدت استعدادها لتوظيف إمكاناتها في موضوع التدريب للمساهمة في مكافحة الأمية، مشيراً إلى أهمية تعاون جميع الجهات وخاصة في القطاع الخاص والمجتمع الأهلي لتحقيق استراتيجية محو الأمية لكون هذا الهدف التنموي ينعكس بالفائدة على المجتمع ككل.
وبيّن عابدين أن دائرة تعليم الكبار بالتعاون مع الجمعيات الخيرية تحاول تقديم كل الإجراءات المشجعة والمحفزة للمدرسين المشاركين في محو الأمية على نحو يمكنهم من تقديم الإمكانات المطلوبة لتقديم المعلومة الصحيحة بأسلوب سهل للدارسين وخاصة أن هذا العمل يتطلب جهداً نوعياً وطريقة تدريس مختلفة لجذب الراغبين في محو الأمية وعدم تركهم الدورة التعليمية لأي سبب كان.
ت-صهيب عمراية