التلوث يهدد المسطحات المائية والتوسع العمراني يمتد إلى الأراضي الزراعية
طلال الكفيري:
واقع بيئي مزرٍ كان ومازال يفرض نفسه بقوة، ومنذ أكثر من عشر سنوات على موارد محافظة السويداء الطبيعية والبشرية، الأمر الذي بات يهدد المسطحات المائية والأراضي الزراعية بالتلوث.
فمن اهم المشكلات البيئية التي كانت ومازالت عصية عن الحل، حسبما أشار مدير شؤون البيئة في السويداء المهندس رفعت خضر ل”تشرين” مياه الصرف الصحي، التي أصبح مصبها الدائم الأودية المغذية للسدود، ما قد يؤدي إلى تلوث هذه المياه، مضيفاً: إن تحول الأودية إلى مصبات لمياه الصرف الصحي مرده إلى افتقار المحافظة حتى تاريخه لمحطات معالجة خاصة في مدن السويداء وشهبا وصلخد.
يضاف إلى ما ذكر تلوث الأراضي الزراعية ، خاصة الواقعة بالقرب من المكبات، التي مازال معظمها غير نظامي، ورمي النفايات ضمنها يكون بشكلٍ عشوائي، فضلاً عن حرقها من «النبيشة» ما يؤدي إلى تلويث الهواء.
وما زاد الطين بلة هو التراجع الملحوظ بمساحات الأراضي، ولاسيما القابل منها للزراعة من جراء التوسع العمراني الذي أصبح يأخذ منحنىً أفقياً نتيجة محدودية نظام ضابطة البناء خاصة في ريف المحافظة، عدا عن تدهور الغطاء الحراجي من جراء الاحتطاب الجائر الذي تعرضت له الأشجار الحراجية خلال السنوات الماضية.
ومن ناحية ثانية بيّن خضر أن مديرية شؤون البيئة وبهدف حماية المسطحات المائية وإبعاد شبح التلوث عنها تقدمت بالعديد من المقترحات لمحافظة السويداء وأول هذه المقترحات الإسراع بإحداث محطات معالجة لمياه الصرف الصحي، وخاصة في المناطق ذات التجمعات السكانية الكبيرة “مدينة شهبا- صلخد- السويداء”.
عدا عن ذلك فمن المفترض أيضاً إلزام المنشآت الصناعية وخاصة عند حصول أصحابها على تراخيص بإقامة محطات لهذه المنشآت لمعالجة ما ينتج عنها من مخلفات سائلة قد تلحق ضرراً بالبيئة، والأهم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية السدود من التلوث، وخاصة أن بعض السدود تحولت مؤخراً إلى مرتع لصيادي الأسماك، علماً أن بعضها يستخدم لمياه الشرب، إضافة للإيعاز للوحدات الإدارية بوضع حاويات قمامة ضمن حرم السدود لرمي الأوساخ والقمامة ضمنها.