سورية والجزائر على قلب واحد

تشرين:

طالما كانت سورية والجزائر على قلب واحد في كل الأزمات على مدار العقود..
تاريخ متشابه في النضال والمقاومة وتقديم الشهداء ودحر المحتل الفرنسي.. والدعم المتبادل والتضامن.. وتاريخ متشابه في دعم حركات التحرر والمقاومة ودعم سيادة الدول واستقلالها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
من هنا تأتي المشاركة السورية ممثلة بوزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد في الذكرى ال٦٠ لاستقلال الجزائر في سياق العلاقات التاريخية والاخوية المتينة بين الأشقاء ، وفي سياق المشاركة الأخويّة والودّية في فرحة النصر والاستقلال بعد 132 عاماً ذاق فيها الشعب الجزائري كل أنواع الظلم والسلب والقتل والتنكيل والتهجير وطمس لمقومات الجزائر التاريخية والحضارية.
كما أن الزيارة تعد في سياقها الطبيعي لبلد شقيق وقف إلى جانب سورية في حربها ضد الإر*ها*ب ودعم سيادتها واستقلالها وكل ما من شأنه أن يفضي إلى حلول سياسية لإنهاء الأزمة وعودة الاستقرار، تأتي أيضاً في سياق تأكيد سورية على أهمية الوحدة والتضامن والعلاقات العربية والعمل معاً دائماً لمواجهة ما يخطط للأمة والشعوب العربية من مخططات خبيثة لم تتوقف يوماً.
في الوقت الذي ارتضت الكثير من الدول العربية في الوقوف إلى جانب المخططات الأمريكية الغربية الإسرائيلية لاستهداف سورية، حافظت الجزائر على استمرار العلاقات مع دمشق، وفي حين جمدت عضوية سورية في الجامعة العربية وسحبت العديد من الدول العربية سفراءها اعترضت الجزائر على قرار تجميد العضوية ولم تسحب سفيرها من دمشق.
تدرك الجزائر أهمية سورية كدول ساندتها في نيل استقلالها وكدولة محورية وازنة لا تقوم قائمة للعمل العربي من دونها، فالوقوف الجزائري إلى جانب سورية مبدئي وترى الجزائر أنّ كرسي سورية في الجامعة العربية يجب أن يعود إليها دون التدخل في سياساتها وفي مَن يحكمها، وحان الوقت لعودتها إلى الجامعة فهي عضو مؤسس فيها.
طالما دعت سورية للمّ الشمل العربي وتمسكت بالعمل العربي المشترك إدراكاً لأهميته في المواجهة وما زالت منفتحة على التعاون والتضامن وطي صفحة الماضي، وتتلاقى معها الجزائر التي تستضيف قمة الجامعة العربية في تشرين الثاني المقبل، حيث ستعمل على تقريب وجهات النظر بين الإخوة العرب في القمة العربية والتحلّي بقسط من الواقعية لتكون هذه قمّة جامعة، وانطلاقة جديدة للعالم العربي الممزّق، فالجزائر لن تكرس تفرقة العرب، بل تسعى للم شمل الفرقاء، علاقاتها طيبة مع الجميع إلا من أراد أن يعاديها، كما قال وزير الشؤون الخارجية رمطان العمامرة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار