الرياضة جسور ليست للدمار

ماذا يعني أن يستبعد الرياضيون الروس, وبكل ألعابهم من المشاركة في أغلبية الفعاليات والبطولات الرياضية على المستوى الدولي والعالمي من دون سابق إنذار أو معرفة أو وجه حق، وهل ارتكب هؤلاء الرياضيون هذا الخطأ الكبير والجلل الذي عجّل وسرع بفرض هذا القرار من قبل الاتحادات الرياضية الدولية والعالمية وأصبح واقعاً ونافذاً، وكيف يمكن لهذه الاتحادات الرياضية أن تُقنع المجتمعات الإنسانية بكل أطيافها غرباً وشرقاً بأن ما فعلته في هذا الأمر هو عين الصواب برغم تناقضه لجميع الدساتير الرياضية العالمية وأنظمتها وقوانينها، ولزيادة الطين بِلة اعتبرت الاتحادات أن مجاهرتها بهذا الخطأ قوة وتصرف ضروري وصحيح, ولابدّ منه لأنه نابع من الغيرة الفطرية الصادقة على الرياضة العالمية وعلى مستقبلها ومستقبل ألعابها ومن الواجب الأخلاقي والإنساني وأيضاً الوظيفي أن تحمي الساحة الرياضية العالمية من عبث هؤلاء الرياضيين الروس الذين لا ذنب لهم ولا جريمة إلاّ أنهم من جنسية دولة غير مرغوب بها حالياً حسب قناعتهم ويعدون أن أصحاب هذه الجنسية متورطون بتهمة كبيرة ولابدّ من حظرهم واستبعادهم من أي نشاط رياضي عالمي كي لا تصاب الرياضة العالمية بالعدوى، وهنا بيت القصيد ..هل تعد جنسية أي رياضي هي الأساس المعتمد في قبول مشاركته بأي فعالية رياضية على المستوى العالمي ..أم إن التميز والخبرة والنشاط الذي يتمتع به هذا الرياضي في اللعبة التي يمارسها هو الأصل والمنطق في المشاركة ؟ هذا السؤال صعب وليس له جواب واضح وخاصة في الأجندة السوداء للسياسة الأحادية القطب والتي لا تبارح ظلالها أغلبية دول العالم وتفرض مشيئتها على كل ساكن ومتحرك فيها على مبدأ إذا لم تكن معنا وتناصرنا في هيمنتنا وظلمنا فأنت لاشك خارج حدود الإنسانية والتعاون والسلام ويجب أن نحذر منك ونحذرك أنت ومن يشابهك أننا جادون بإبعادك عن دائرة الاهتمام والتقدير والاحترام العالمي ، ولكن نسي هؤلاء أو تناسوا أن الحق والمنطق والتاريخ لا يغيّبه حاقد ولا يلغيه ناكر بأن للرياضيين الروس دوراً فعالاً, وقيمة مضافة في الفعاليات والبطولات العالمية وأن الرياضة بكل جوانبها هي الإبداع والمهارة في استخلاص القدرات البشرية الكامنة وإظهارها كحالات جمالية راقية يتم تداولها وتنشيطها من خلال إقامة الفعاليات والبطولات الرياضية وخاصة الممهورة بالخاتم الدولي والعالمي ويجب أن تكون بعيدة عن أي تجاذب سياسي واختلاف دولي لأنها وسيلة لبناء الجسور الإنسانية والتعاون بين الأمم وليس للمقايضة والضغط، ومن الغباء أن ندمر هذه الجسور .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
وافق على تأمين 5 آلاف طن من بذار البطاطا.. مجلس الوزراء يعتمد الإطار الوطني الناظم لتبسيط إجراءات الخدمات العامة 1092طالباً بالثانوية العامة استفادوا من طلبات الاعتراض على نتائجهم قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ الديمقراطيون الأميركيون يسابقون الزمن لتجنب الفوضى.. الطريق لايزال وعراً وهاريس أفضل الحلول المُرّة.. كل السيناريوهات واردة ودعم «إسرائيل» الثابت الوحيد هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟ نقص «اليود» في الجسم ينطوي على مخاطر كبيرة يُخرِج منظومة التحكيم المحلي من مصيدة المماطلة الشكلية ويفعِّل دور النظام القضائي الخاص.. التحكيم التجاري الدولي وسيلة للاندماج في الاقتصاد العالمي