عربان التطبيع المجاني

أصدر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مؤخراً نتائج استطلاعه الذي أجراه في تموز 2020 والذي استمر زهاء خمسة شهور في أكثر من 13 بلداً عربياً وخصص لمعرفة رأي شرائح من المواطنين العرب بتطبيع بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني..

النتائج التي توصل إليها الاستبيان بينت أن أكثر من 47% من المستطلعة آراؤهم يرون أن الكيان الصهيوني كان وما يزال يمثل مصدر التهديد الأول لبلدانهم وفق «مجلة المجتمع الكويتية» التي نشرت نتائج الاستطلاع..

صحيح أن الكيان الصهيوني لا يحتاج إلى استبيان رأي، فسياسته واعتداءاته على الحقوق الفلسطينية والعربية ماثلة ولا تحتاج إلى رأي حولها.

ورغم وضوح نتائج الاستطلاع حتى لأبناء القرن الـ21 الذين لم يعاصروا نشأة الكيان الصهيوني واعتداءاته المتكررة على الفلسطينيين والعرب.. فإن هؤلاء على يقين أن «إسرائيل» هي الخطر الأول والأخير عليهم وعلى مستقبلهم.. ورغم أن الاستطلاع يوثق رأي شرائح من أبناء العرب في أكثر من 13 بلداً ومنها بلدان بعيدة جغرافياً عن الكيان الصهيوني آلاف الكيلومترات، ولم يعانوا التهجير ولا النزوح ولا الاعتداءات المستمرة.. لكنهم أجمعوا على أن الخطر يكمن في وجود الكيان الصهيوني الذي قام منذ تأسيسه على الاحتلال والتوسع والسيطرة.

تكمن أهمية الاستطلاع، في أنه يعيد تذكير السلطات الرسمية في البلدان العربية المطبعة، أو على طريق التطبيع، أنهم في وادٍ وشعوبهم في واد آخر.!

الاستطلاع ليس الأول من نوعه، فقد سبقته استبيانات من مراكز أبحاث إقليمية ودولية مشهود لها بالمصداقية والموثوقية، بينت أن الكيان الصهيوني هو الخطر الأعظم على المنطقة العربية. ورغم أن الاتفاقيات السابقة التي وقعتها بعض الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني أثبتت فشلها في الوفاء بالوعود المقطوعة من الكيان الغاصب إلا أن بعض العربان والمشيخات مصرّة على تجريب المجرب.. وترمي نفسها في أحضان الكيان الصهيوني عبر تسميات ابتدعتها لإقناع نفسها، مثل النشاط الرياضي أو التبادل التجاري، أو التعاون الفكري، وآخرها “التسامح الديني”.. ولكن هذا لن يغير في الأمر شيئاً، فالكيان الصهيوني قائم ولا زال على الاحتلال والسيطرة والعدوان والتهجير، بينما تظن بعض هذه المشيخات أنها إن دسّت رأسها في الأرض مثل النعامة فلن ترى، وفاتها أن الصهاينة يتصرفون وفق غايات احتلالية للوصول إلى المضائق والبحار العربية الإستراتيجية ومنابع النفط والغاز.. وصولاً للسيطرة على الأسواق الداخلية لهذه البلدان.

وبذلك تكون «إسرائيل» وبجهود بعض العربان قد حققت جل أهدافها -التي كانت في الأمس القريب مستحيلة- وبشكل مجاني، من دون أي مقابل للفلسطينيين وللعرب.

اللافت أكثر.. والمستغرب؛ أن هذه المشيخات أخذت الكيان الصهيوني صديقاً وحليفاً، وفتحت له الأبواب، وفي الوقت نفسه اعتبرت إيران؛ عدوة.. وهذا ما تصبو إليه الصهيونية والدول الغربية.

على أي حال، نتائج الاستطلاع تدلّ على أن غالبية الشعوب العربية ترفض التطبيع كما رفضت ما يسمى اتفاقيات منذ عشرات السنين مع دول غربية وازنة. وما آلت إليه نتائج هذه الاتفاقيات.. اليوم سوف تكون ذات النتائج بخصوص عمليات التطبيع التي تجري على قدم وساق لكن الشعوب العربية الحية لن ينطلي عليها الخبث الصهيوني.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
وفد سورية برئاسة المهندس عرنوس يصل طهران للمشاركة في مراسم تنصيب بزشكيان مجلس الشعب يدين الجريمة الوحشية التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني بحق أهالي مجدل شمس مؤتمر الباحثين السوريين المغتربين 2024 ينطلق في دمشق.. نحو "اقتصاد وطني قائم على المعرفة" و استدراك مدروس للفجوات  التنموية صندوق الأمم المتحدة للسكان يعلن استعداده لدعم القطاع الصحي في الحسكة مواجهات حاسمة في ختام بطولة زهرة الجولان للشطرنج المغربي مزراوي على أعتاب مان يوناتيد رؤساء ومسؤولون دوليون يهنئون مادورو بفوزه في الانتخابات الرئاسية لفنزويلا القيادة العامة للجيش: جهات مشبوهة تنشئ حسابات وهمية بأسماء كبار الضباط على منصات التواصل الاجتماعي المنطقة تكاد تستقر على وضعية واحدة «الرد والرد المقابل» وتبريد التصريحات لا يعني تبريد الأجواء.. الكيان يعود أدراجه باتجاه «هجوم» لا يستفز الجبهة اللبنانية الرئيس الأسد يهنئ الرئيس مادورو بفوزه في الانتخابات الرئاسية ويؤكد أهمية التعاون بين الدول مستقلة القرار والإرادة