لا ننتظر تفاؤلاً

الآن وقد أصبح جو بايدن الرئيس الأميركي السادس والأربعين في التاريخ الأمريكي، بدأت الأسئلة والتحليلات تتوالى حول مدى قدرته على مواجهة تحديات داخلية وخارجية هي الأكبر من نوعها يجدها رئيس أمريكي جديد وهو يلج من باب البيت الأبيض.

وفي الوقت الذي يجتهد فيه المراقبون والمحللون، بالتكهن بأولويات السياسة الأميركية في المرحلة المقبلة، علماً أن بايدن أتى على ذكر بعضها في خطاب تنصيبه، يبقى الانتظار سيد الموقف لمعرفة ما إذا كان الرئيس الجديد سيكمل سياسة سلفه أم سينتهج سياسته الخاصة، رغم أن القرار في ذلك ليس له بل “للدولة العميقة” في الولايات المتحدة.

نسوق هذا من باب التحليل ليس إلا، وليس من قبيل التعويل، أو التفاؤل، فالموقف الأمريكي أسهم كثيراً في وصول الأمور في سورية إلى ما هي عليه اليوم، وقد بات واضحاً، ولا يحتاج إلى الكثير من التفسير والشرح، أن الولايات المتحدة انخرطت مباشرة في الحرب على سورية، عبر التدخل المباشر واحتلال الأراضي، أو عن طريق دعم الجماعات الإرهابية، أو تقديم الدعم لأردوغان للمضي في احتلال أراض سورية ودعم الجماعات الإرهابية التي تصنفها الأمم المتحدة جماعات إرهابية.

وطالما نحن نتحدث عن الانخراط الأمريكي في الأزمة في سورية وإطالة أمدها، والتضييق على الشعب السوري في مقومات حياته، لابد من الإشارة إلى ما تقوم به قوات الاحتلال الأمريكي لجهة استمرارها بنهب ثروات سورية من النفط والغاز والمحاصيل الزراعية وحرق وتدمير ما لا يتاح لها سرقته. أيضاً لابد من القول إن الإجراءات الاقتصادية القسرية المفروضة على سورية تعوق شراء الأدوية والاحتياجات الإنسانية وتوفير السلات الغذائية لمستحقيها، أيضاً تمضي واشنطن والاتحاد الأوروبي بفرض مزيد من الإجراءات القسرية على سورية متجاهلين دعوات الأمم المتحدة لوضع حد لهذه الإجراءات.

كما لم تكتف واشنطن وحلفاؤها بكل هذا بل يستمرون في عرقلة تحرك مجلس الأمن لوضع حد لجرائم التنظيمات الإرهابية في سورية ومساءلة مرتكبيها ومشغليهم.

هذا بعض مما هو قائم، وبعده، هل ثمة من يبدي تفاؤلاً بين المحللين والمراقبين حيال موقف الإدارة الأمريكية الجديدة فيما يتعلق بالموضوع السوري، والابتعاد عن نهج أوباما وترامب، أم إن بايدن سوف يمضي بالسياسة الأمريكية نفسها.. ننتظر لنرى؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
وافق على تأمين 5 آلاف طن من بذار البطاطا.. مجلس الوزراء يعتمد الإطار الوطني الناظم لتبسيط إجراءات الخدمات العامة 1092طالباً بالثانوية العامة استفادوا من طلبات الاعتراض على نتائجهم قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ الديمقراطيون الأميركيون يسابقون الزمن لتجنب الفوضى.. الطريق لايزال وعراً وهاريس أفضل الحلول المُرّة.. كل السيناريوهات واردة ودعم «إسرائيل» الثابت الوحيد هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟ نقص «اليود» في الجسم ينطوي على مخاطر كبيرة يُخرِج منظومة التحكيم المحلي من مصيدة المماطلة الشكلية ويفعِّل دور النظام القضائي الخاص.. التحكيم التجاري الدولي وسيلة للاندماج في الاقتصاد العالمي