بسطات الفقراء في دمشق تنشّط العمالة.. وخبير يعتبرها تعافياً اقتصادياً مؤقتاً
الحريّة – ميليا اسبر:
بدأت حركة السوق تعود إلى شوارع دمشق بقوة بعد أن عادت البسطات إلى العمل بشكل مكثف وبمختلف المجالات (بسطات تصريف دولار- بيع ثياب مستعملة – بيع محروقات على الطرقات وفي الشوارع ) ورغم كثرة تلك المشاهدات إلا أنه يمكن القول إن هذه ( الفوضى) أوجدت حالة إيجابية لدى الكثير من المواطنين من حيث انتعاش دخلهم اليومي. فقد عاد الكثيرون لمزاولة مهنة أو عمل بسيط يحصلون منه على رزقهم بعد أن منعت محافظة دمشق عمل البسطات في عهد النظام البائد .
أحمد زكريا الشاب العشريني يعمل مع أبيه وعمه في بيع الألبسة المستعملة في منطقة الفحامة، أوضح أنه في السابق لم يكن يستطيع العمل بسبب الأتاوات التي كانت تفرض على بضائعهم، عدا عن أنه لم يكن يسمح لهم بالبيع داخل المدينة.
بينما تعلو ابتسامة عريضة على وجه عمر الذي يعمل في تصريف الدولار، قائلاً إنه لايصدق مايحدث، كيف أنه جالس في منطقة المحافظة في قلب دمشق يعمل في تصريف الدولار، بينما سابقاً لم يكن يجرؤ على لفظه وإنما يستبدلها بكلمة الأخضر او النعنع ،وكيف كان يعمل سراً في هذه المهنة.
لكن يبقى السؤال مامدى تأثير هذه الحالة من العمالة وحركة السوق على الاقتصاد؟
الباحث الاقتصادي الدكتور عمار يوسف أوضح لصحيفة ” الحريّة ” أنه مما لاشك فيه أن هذا الاقتصاد الآني الذي هو وضوع البسطات التي تشكلت بشكل عشوائي نتيجة الفوضى التي تحدث عادة في أي دولة يسقط نظامها، حيث نجد أن بائعي البسطات مباشرة يحجزون أفضل الأماكن وفي الساحات العامة لوضع بسطاتهم بهدف الترويج لمنتجاتهم الرخيصة أساساً وبأسعار منافسة ، فعندما تغيب السلطات الجمركية نرى أن كل المواد المهربة تصبح داخل البلد ، لذلك نقول إن هذا النوع من الاقتصاد يعتبر حالة طبيعية في مثل الظروف الحالية التي تعيشها البلاد ، مشيراً إلى وجود كثير من الباعة المتجولين الذين يحركون الاقتصاد وبنفس الوقت يستطيعون تأمين دخل بسيط لهم يكفيهم لتأمين الأكل والشرب.
ونوه بأنها ليست عملية منظمة وإنما عشوائية، لكنها تعد نوعاً من التعافي الاقتصادي، ولاسيما في سوق متعطش لكافة المواد ، وأنها تؤمن فرصة عمل لكثيرين لم يكن لديهم عمل، وتالياً هي حالة صحية إلى حد ما، لكنها لن تكون طويلة الأمد، وذلك عندما تعود سيطرة الدولة ، حيث يمكن أن توجد لكن بآلية مختلفة.
وختم بالقول: بكل الأحوال انتشار البسطات المكثف وكذلك تحريك اليد العاملة مفيدان للاقتصاد وحالة طبيعية لايوجد أي ضرر منها، ولاسيما في هذه المرحلة المؤقتة .