أمننا الغذائي بخطر

أمام وزارة الزراعة اليوم تحديات كبيرة، من ناحية تمكين المزارع بأرضه من خلال توفير كل متطلبات البقاء، ابتداء من البذار والأسمدة والمازوت الزراعي وصولاً للتسويق.

ولا يقتصر عملها على هذا، بل لا بد من وضع خطة زراعية متكاملة تبين للمزارعين مدى أهمية أو خطورة التحول لزراعات  جديدة لا تناسب بيئتنا، ووضع سلم أولويات للزراعات التي تمس الأمن الغذائي، لا أن يترك الحبل على غاربه، لنصل إلى مفترق طرق لا عودة منه.

وأكبر مثال على ذلك الحمضيات، فمنذ سنوات وصل إنتاجنا لأكثر من مليون وثلاثمئة طن، ليتراجع اليوم إلى النصف، بسبب الخسائر المتلاحقة لمزارعي الحمضيات، وعدم توفير متطلبات هذه الزراعة وانعدام الأسواق لتصريف الإنتاج، وعدم وجود معامل للعصائر.

فبات المزارع يبحث عما يحفظ ماء وجهه، ليستغني عن الحمضيات لمصلحة زراعات استوائية جديدة، فرحٌ اليوم بإنتاجها، جاهلٌ بمستقبلها، واستبدل الزراعة المحمية من بندورة وخيار و باذنجان بالموز “وهذا حقه” ولكن دون تخطيط وبرامج معتمدة من قبل الوزارة.

واليوم يتوجه المزارع لزراعة أصناف من الزيتون الإسباني القزمي (اربكينا) وغيره من الأصناف، وسط مغريات كثيرة من قبل أصحاب المشاتل، ومنها الإنتاج الغزير لهذه الأصناف، وعدم تعرضها للمعاومة والأمراض، على الرغم من تحذيرات وزارة الزراعة من هذه الأصناف وعدم قابليتها للتخزين أكثر من ستة أشهر، وإصابتها ببكتيريا التدهور السريع الذي يقضي على الشجرة.

ما يهم المزارع اليوم توفير مصدر دخل مناسب من زراعته التي باتت تكلفة إنتاجها باهظة جداً، وهو مستعد للاستغناء عن الزراعات التقليدية التي أوقعته بخسائر كبيرة لا تعوض، فالكثير من العائلات تعيش على الإنتاج الزراعي، وحقها أن تستمر في تأمين مصدر دخل مناسب لها، وهنا يأتي دور وزارة الزراعة .

مزارعنا في خطر في حال استمر بالتحول لزراعات جديدة من دون تخطيط ودراسة النتائج، وتحديات كبيرة وكبيرة جداً تواجه وزارة الزراعة، فأمننا الغذائي بخطر ومزارعنا أيضاً، فهل من مجيب؟.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار