أحلام زيلينسكي تتبخر.. مجلة أمريكية: «ناتو» ليس مستعداً لانضمام أوكرانيا
تشرين:
يواجه رئيس النظام الأوكراني فلوديمير زيلينسكي مشكلة كبيرة في قبول «ناتو» انضمام أوكرانيا إليه، ولاسيما بعد إعلان أعضاء رئيسيين في الحلف رفضهم القاطع لانضمام كييف.
يأتي ذلك بعد إعلان زيلينسكي ما يسمى «خطة النصر» التي تعتمد بالأساس على دعوة فورية للانضمام إلى التحالف، لكن العواصم الرئيسية مترددة، وعلى رأسها ألمانيا والولايات المتحدة، اللتان تبطئان عملية حصول زيلينسكي على دعوة فورية للانضمام إلى الحلف، وفقاً لأربعة مسؤولين ودبلوماسيين من الولايات المتحدة وحلف «ناتو» نقلت تصريحاتهم «بوليتيكو» بشرط عدم الكشف عن هويتهم.
وفي «خطته للنصر» طلب زيلينسكي دعوة فورية، لكنه اعترف، في الوقت نفسه، بأن الانضمام الفعلي إلى التحالف لن يكون ممكناَ إلا بعد انتهاء الحرب مع روسيا.
وأصر الرئيس المنتهية ولايته هذا الأسبوع على أنه أمر ضروري لأوكرانيا أن تتلقى تلك الدعوة أثناء الحرب. لكن أعضاء رئيسيين في التحالف يشعرون بالقلق من الوقوع في حرب مع روسيا.
وقد أعربت عن هذا الرأي مبعوثة الولايات المتحدة لدى «ناتو» جوليان سميث، في مقابلة لها مع«بوليتيكو» حيث قالت: لم يصل الحلف حتى الآن إلى النقطة التي يصبح فيها مستعداً لعرض العضوية أو دعوة أوكرانيا.
واعترف زيلينسكي بأن المستشار الألماني أولاف شولتس، حيث ألمانيا أحد الموردين العسكريين لأوكرانيا، وتأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة، لن يدعمه في الدعوة الفورية إلى الحلف.
وقال زيلينسكي للصحفيين في وقت سابق من هذا الأسبوع: لدي علاقة جيدة للغاية مع شولتس، وأنا ممتن لمساعدته، حيث تأتي ألمانيا في المرتبة الثانية من حيث الدعم، إلّا أن حقيقة تشكك الجانب الألماني في انضمامنا إلى «ناتو» هي واقع، وسيتعين علينا جميعاً العمل كثيراً مع الجانب الألماني، إلا أن للولايات المتحدة تأثيراً عليها.
بالتزامن تشير «بوليتيكو» إلى أن ألمانيا والولايات المتحدة ليستا الدولتين الوحيدتين اللتين تعرقلان الدعوة، فهناك هنغاريا وسلوفاكيا، برغم انطلاقهما من نقاط مختلفة، إذ يتبنى البلدان خطاً مؤيداً للكرملين بشكل عام، فيما يحظر رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان تمويل الاتحاد الأوروبي لتسليح أوكرانيا، وينسحب من برنامج حلف «ناتو» لإرسال المساعدات الفتاكة إلى كييف، ووصف أوربان خطة زيلينسكي بأنها أكثر من مرعبة.
أما روبرت فيتسو رئيس الوزراء السلوفاكي من جانبه فقد حذر في وقت سابق من هذا الشهر من أن السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى الحلف، قائلاً: سيكون سنداً جيداً لحرب عالمية ثالثة، وتعهد بعدم الموافقة على ذلك أبداً.
وهناك دول أخرى في الحلف ليست راغبة في التحرك بسرعة بناء على طلب كييف، لكنها راضية بالاختباء في الظل. دول مثل بلجيكا وسلوفينيا وإسبانيا تختبئ وراء الولايات المتحدة وألمانيا، وتعرب عن ترددها في البت بهذه القضية، على حد تعبير أحد المسؤولين ، فيما قال مسؤول ثانٍ: إن هذه الدول ربما تدعم الفكرة نظرياً، إلا أنها ستبدأ برفض الفكرة بشكل أكثر علنية بمجرد أن تقترب هذه الفكرة من التحقق، وهو ما يضع هذه الدول في خلاف مع دول مثل دول البلطيق وبولندا، الأكثر حماسة.
وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، خلال قمة زعماء الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي: إن بولندا تؤيد فتح آفاق «ناتو» لأوكرانيا، وتابع: نحن متضامنون مع أوكرانيا بهذا الصدد.
لكن هذه الدول الأصغر حجماً مضطرة إلى إفساح الطريق للجبهة الموحدة بين برلين وواشنطن.
وقد قال شولتس للصحفيين، خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى برلين الأسبوع الماضي: نحن على يقين أن حلف «ناتو» لا يمكن أن يصبح طرفاً في الحرب، حتى لا تتحول هذه الحرب إلى كارثة أكبر بكثير.
ومع ذلك، فإن المسؤولين الذين تحدثوا إلى «بوليتيكو» سعوا إلى تأكيد أن الولايات المتحدة وألمانيا لا تستبعدان انضمام أوكرانيا في نهاية المطاف إلى التحالف.
وكان موقف إدارة بايدن منذ فترة طويلة هو أن الانضمام إلى حلف «ناتو» سوف يحدث بعد انتهاء الحرب، إلا أنها لم تحدد أي جدول زمني لتجنب إثارة غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على حد تعبير «بوليتيكو»
وفي حين ساعد بايدن في تنشيط وتوسيع الحلف وبينما تعدّ الولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، فإن إدارته تعتقد أيضاً أن معظم العواصم الأوروبية لن تدعم تحرك الحلف في الأمد القريب، وفقاً لمسؤول أمريكي كبير، لدعوة أو إضافة أوكرانيا، والذي تابع: إن أي عرض مستقبل لحلف «الناتو» سيكون مرتبطاً أيضاً بالإصلاحات المطلوبة لمكافحة الفساد داخل أوكرانيا.
ولم يبدِ البيت الأبيض أي مفاجأة إزاء احتمال قيام زيلينسكي بتصعيد حملة الضغط للحصول على التزام بشأن حلف «ناتو» قبل الانتخابات الأمريكية خوفاً من أنه إذا فاز دونالد ترامب، فسوف يخفض المساعدات إلى كييف بشكل كبير.