بين التوتر الأمني وحرب شاملة.. هل تستطيع ««إسرائيل»» مواجهة حزب الله؟

تشرين:
في ضوء الأحداث الأخيرة، من الممكن تحليل مستقبل الصراع بين «إسرائيل» وحزب الله عبر ‏عدة جوانب تؤثر بشكل مباشر على تطور هذا النزاع في المنطقة.‏
الوضع الحالي في غزة وتأثيره على الصراع مع حزب الله:‏
الحرب المستمرة بين «إسرائيل» والمقاومة الفلسطينية في غزة تشكل عاملاً رئيساً في تحديد ‏ملامح المواجهة بين «إسرائيل» وحزب الله، على الرغم من الضربات العسكرية التي وجهتها ‌‏«إسرائيل» لحركة المقاومة «حماس»، لم تستطع حتى الآن تحقيق هدفها الإستراتيجي بإضعافها ‏أو القضاء عليها، هذا الواقع يدفع «إسرائيل» نحو محاولة تمديد الحرب في غزة وتجنب الدخول ‏في مفاوضات سياسية عاجلة.‏
تأثير على حزب الله:‏
حزب الله، كداعم قوي للمقاومة الفلسطينية، قد يتحرك في الوقت المناسب لزيادة الضغط على ‌‏«إسرائيل»، ومع ذلك، فإن الحزب يتمتع بقدرة على موازنة تحركاته بعناية، حيث يمكن أن يدعم ‏غزة من دون أن يتورط مباشرة في مواجهة شاملة مع «إسرائيل»، إلّا إذا تخطت «إسرائيل» ‏خطوطاً حمراء تعدّها المقاومة مقدسة، هذا يمنح حزب الله قوة إستراتيجية في استمراره كقوة ‏داعمة للمقاومة الفلسطينية، من دون أن يتحمل خسائر مباشرة.‏
إستراتيجية نتنياهو في مواجهة حزب الله:‏
بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، يعتمد على تكتيك إطالة أمد الصراع في غزة، ‏بهدف تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية قد تساعده على مواجهة المقاومة اللبنانية/حزب الله بشكل ‏أكثر حدة لاحقاً، ومع ذلك، فإنه يبدو أن نتنياهو يدرك جيداً أن فتح جبهة شاملة مع حزب الله قد ‏يكلف «إسرائيل» ثمناً باهظاً، حيث إن حزب الله يمتلك قدرات عسكرية نوعية يمكن أن تشكل ‏تهديداً حقيقياً للبنية التحتية والأمن الإسرائيليين.‏
قدرة حزب الله على الرد:‏
حزب الله أثبت على مدار السنوات أنه ليس فقط حركة مقاومة تقليدية، بل هو قوة عسكرية ‏واستخباراتية تمتلك قدرات متقدمة على مستوى الصواريخ بعيدة المدى، وحرب الأنفاق، ‏والتكنولوجيا الحديثة، وبالتالي، فإن أي التصعيد من جانب «إسرائيل» قد يدفع الحزب إلى الرد ‏بشكل يفرض معادلة ردع جديدة تضع كيان الاحتلال في موقف دفاعي، هذا التعزيز لقوة الحزب ‏يجعله لاعباً محورياً في المنطقة، قادراً على تغيير قواعد اللعبة في أي لحظة.‏
‏ الدور الأمريكي والدولي:‏
الولايات المتحدة تظل الحليف الأساسي لـ«إسرائيل»، وهي تسعى للحفاظ على دعمها السياسي ‏والعسكري لـ«تل أبيب» ولكن، ومع اقتراب الانتخابات الأمريكية، قد تمارس واشنطن بعض ‏الضغوط على «إسرائيل» لتجنب تصعيد النزاع إلى مستوى حرب شاملة في لبنان، خشية أن ‏يؤثر ذلك على مصالحها في المنطقة أو على نتائج الانتخابات.‏
‏ حزب الله ودوره الدولي:‏
وبفضل تحالفات حزب الله الإقليمية القوية، ولاسيما مع إيران وسورية، يمتلك شبكة علاقات ‏دولية تمكنه من ممارسة ضغوط مضادة، إضافة إلى ذلك، فإن المقاومة اللبنانية قد تستفيد من ‏التحولات السياسية الدولية لفرض شروط جديدة على «إسرائيل»، بما في ذلك توازنات القوة في ‏الميدان، التي لا تسمح لكيان الاحتلال بالتصرف بحرية تامة من دون حسابات دقيقة.‏
السيناريوهات المستقبلية:‏
في المدى القريب، من المرجح أن تظل المواجهة بين «إسرائيل» وحزب الله محدودة نسبياً، حيث ‏تفضل «إسرائيل» شنّ عمليات أمنية واغتيالات تستهدف قادة الحزب أو تدمير بنيته التحتية في ‏لبنان، ومع ذلك، يجب التذكير أنّ حزب الله يمتلك القدرة على الرد بعمليات عسكرية نوعية قد ‏تغير المعادلة سريعاً.‏
تعزيز قدرات حزب الله:‏
على مرِّ السنين، استطاع حزب الله تعزيز قدراته العسكرية والتكتيكية بشكل ملحوظ، ما يجعله ‏جاهزاً لأي سيناريو تصعيدي، فإذا ما دفعت «إسرائيل» باتجاه توسيع العمليات، سيكون الحزب ‏قادراً على الرد بشكل يفرض توازناً جديداً للقوى، خصوصاً في ظل احتفاظه بقدرات صاروخية ‏بعيدة المدى وقوات نخبة متمرسة في حروب المدن.‏
الاحتمالات المستقبلية للصراع:‏
بالنظر إلى الوضع الحالي، من غير المرجح أن تدخل «إسرائيل» وحزب الله في حرب شاملة ‏على المدى القريب، خاصة أن حزب الله يسعى إلى الحفاظ على قوته وموارده لدعم المقاومة في ‏غزة واستمرار التصدي للعدوان الإسرائيلي، لكن يجب التنبه إلى أن أي خطأ إستراتيجي من ‌‏«إسرائيل» قد يشعل فتيل مواجهة أكبر، حيث يمتلك حزب الله زمام المبادرة لفتح جبهات جديدة ‏قد تجعل «إسرائيل» في موقف أكثر ضعفاً.‏
يظل حزب الله قوة رئيسة في معادلة الصراع في المنطقة، ولا يمكن تجاهل قدراته العسكرية ‏والإستراتيجية، وقد تحاول «إسرائيل» تجنب الدخول في مواجهة مباشرة مع الحزب في الوقت ‏الحالي، إلّا أن أي تصعيد قد يؤدي إلى مواجهة غير محسوبة العواقب، ويبقى حزب الله، المدعوم ‏من محور المقاومة، مستعداً لأي تطور ميداني، حيث تتيح له إمكاناته المتطورة فرصة فرض ‏شروط جديدة على العدو الإسرائيلي في حال اختار التصعيد.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
أكثر من 42 ألف مهجر دخلوا عبر معبر جديدة يابوس مع لبنان محافظة اللاذقية تشكل لجنة مؤقتة لإغاثة العائلات الوافدة من لبنان.. وتجهز 4 مراكز إقامة أكثر من ١٨٠ مهجراً لبنانياً بضيافة أبناء مدينتي حماة ومصياف في منازلهم جلسة حوارية حول  تغطية زلزال شباط وقانون الإعلام السوري مؤتمر رابطة الأطباء النفسيين يبدأ أعماله اليوم المقداد يتلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية السعودي هنأه فيه بتوليه منصبه الجديد الخارجية: عدوان الاحتلال على المنطقة يعكس استمرارية العقلية الإجرامية لديه واستهتاره بالقانون الدولي الوزير صباغ يبحث في نيويورك مع عدد من نظرائه التعاون الثنائي والتصعيد الإسرائيلي في المنطقة انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الدولي  الـ22 لطب الأسنان الحديد: ركيزة مهمة لعرض مايستجد من أبحاث متخصصة في علاج الأسنان والترميم والجراحي وزيرة العمل: ضرورة جهوزية مديريات الشؤون في المحافظات المعنية لاستقبال الوافدين من لبنان