نجلة عماد لفتة.. النخلة الشامخة تنال ذهب باريس
تشرين-د.رحيم هادي الشمخي:
نجلة عماد لفتة، امرأة عراقية عربية استطاعت أن تحقق طموح وطنها العراق وأمتها العربية بمشاركتها في أولمبياد باريس العالمية 2024 رغم إعاقتها، فقد حققت الفوز الساحق وأحرزت ذهبية تنس الطاولة «البارلمبي»، محققة بذلك المركز الأول عراقياً وآسيوياً وعالمياً في أولمبياد باريس.
وقصة نجاح هذه البطلة رغم معاناتها من الإعاقة أنها أصرّت على الصمود لتصنع النصر، وتحقق بعضاً من أحلامها في أولمبياد باريس رغم الصعوبات التي واجهتها في سلّم حياتها إثر انفجار تعرضت له في سيارة والدها نتيجة عمل إرهابي وهي بعمر 3 سنوات، فقدت خلاله اليد اليمنى والساقين، فقد عضّت على جراحها لتتحدى كل الصعوبات التي مرّت بها، لتكون بطلة زمانها من دون مقابل، ولتصنع مجداً عراقياً عربياً في لعبة التنس وتفوز عالمياً.
تبلغ نجلة من العمر 19 عاماً، حيث ولدت عام 2004 في محافظة ديالى في العراق، وقد تم تتويجها في نهائي أولمبياد باريس 2024 ضمن دورة الألعاب «البارلمبية» في كرة الطاولة «التنس» وحصدت الذهب رغم إعاقتها التي لم تمنعها من صنع مجدها الرياضي، وبذلك أضافت هذه البطلة للرياضة العربية انتصاراً في أكبر الساحات العالمية ومنها أولمبياد باريس، عندما استطاعت بذكائها الخارق وفكرها الثاقب أن تتغلب على منافستها الأوكرانية (مريان) المصنّفة عالمياً في تنس الطاولة في المباراة النهائية، لتحصد أولى الميداليات الذهبية للعراق والعرب وترفع اسم العرب عالمياً في قلب ساحات باريس.
إن الإنجاز الكبير الذي قدّمته البطلة نجلة عماد لفتة لم يسبق لأي لاعبة أن حققته سواء على صعيد اللجنة (البارلمبية) أو إنجاز تنس الطاولة، فلم تسبقها لاعبة في تحقيق إنجاز في الدوريات (البارلمبية)
لهذا فهو بمثابة إعجاز وليس إنجازاً فحسب، لاسيما أن اللاعبة الأوكرانية هي مصنفة لمدة 17 عاماً ولم تخسر أي مباراة سوى مع نجلة.
وأخيراً فإن بطلة تنس الطاولة (نجلة عماد) قد دخلت التاريخ لتصبح أول لاعبة عربية تحرز ميدالية ذهبية في الأولمبياد منذ أول مشاركة للعرب في برشلونة عام 1992، وبذلك أثبتت نجلة للعالم أجمع أن الكمال هو كمال الروح، وأن الإعاقة هي قصور الإرادة، وأن حلم الإنسان هو هدفه الأسمى.