إعادة تدوير الملابس وسيلة الأهالي لكسوة أبنائهم مع بداية العام الدراسي
تشرين – نور حمادة:
لم تتح أسعار الملابس المدرسية المرتفعة مع اقتراب افتتاح المدارس فرصة للتفكير في كسوة الأطفال لدى شريحة واسعة من الأهالي، واعتبار شراء ملابس مدرسية جديدة من الكماليات بالنسبة إليهم وأصبح التخلي عنها أحد الخيارات الموجودة أو اللجوء إلى الملابس المستعملة وإعادة تدويرها كحلٍ مقبول عند الكثير منهم وتحويلها إلى قطع صالحة للاستعمال مجدداً بمقاسات مختلفة وإضافات جديدة تجعلها أجمل.
تحايل على الظروف الصعبة
تمكنت حياة بمهارة اكتسبتها في مهنة الخياطة من تأمين فرصة عمل لها في منزلها بماكينة صغيرة وأقمشة مستعملة من خلال إعادة تدوير الملابس ومساعدة الأهالي من منطقة سكنها عندما شعرت بعجز واضح لدى أغلبهم في القدرة الشرائية أو تفصيل الملابس من الأقمشة الجديدة، وتضيف: تكثر طلبات الزبائن في إعادة تدوير الملابس كنوع من التحايل على الظروف المعيشية وغلاء الألبسة الجاهزة وإن عدداً كبيراً من العائلات يقوم بتجديد الملابس وإصلاحها ليصبح شكلها مقبولاً ومناسباً لهم وأطلب ممن يريد التوصية على صنع حقيبة إحضار أقمشة من نوع الجينز باعتباره أكثر الأقمشة مقاومة للاستخدام اليومي مقابل أجر رمزي لمساعدة الجميع في ظل الظروف المعيشية الراهنة.
بدوره يرى عصام موظف وأب لخمسة أطفال في المرحلة الابتدائية والإعدادية أن دخله الشهري لايسمح بشراء كل المستلزمات المدرسية لأبنائه وأن تجهيز كل واحد منهم يكلفه نحو نصف مليون ليرة وسطياً إذا كان الشراء من (قريبه) لأن شراء حاجيات مدرسية جديدة من الصفر بات يحتاج ميزانية خاصة، وأضاف: أتبادل بعض الحاجيات المدرسية الزائدة مع أقاربي لتأمينها لأبنائي وأحياناً لا أجد بديلاً عن إعادة تدوير الملابس بينهم فلا طاقة لدي على احتمال مصاريف إضافية وتوفير ماأمكن حتى لو على حساب رغبتهم في شراء مستلزمات جديدة.
من جانبها قالت إحدى السيدات إنها ستقوم بإصلاح حقيبة ابنها القديمة لتكون جاهزة للعام الدراسي الجديد كونها تعجز عن شراء حقيبة جديدة له بعد أن تفاجأت بارتفاع الأسعار للضعف إذ بلغ سعر الحقيبة 200 ألف ليرة أو أكثر حسب جودتها ونوعيتها، وتتابع: تراوحت أسعار الحقائب المدرسية على (البسطات) في الأسواق الشعبية بين (150 – 250) ألف ليرة لذلك توجهت مع صديقتي إلى معمل لصناعة الحقائب إذ سمعت أن أسعار الحقائب هناك تتراوح بين (75 – 100) ألف ليرة وهو خيار أفضل بالنسبة لي على الرغم من ضعف جودة الحقائب ولكنها تناسب دخلي أكثر.
حلول إضافية
غلاء المعيشة فرض حيلاً جديدة لإحياء الملابس القديمة حيث أكد عمار صاحب مصبغة أن الأهالي يعانون من مشقة تأمين اللباس المدرسي في ظل الظروف المعيشية الصعبة لذلك هناك توجه كبير نحو صباغة الملابس وتأتي طلبات أسبوعية بكميات كبيرة أكثر من التنظيف والكوي وتتزايد هذه الطلبيات خلال الشهر الحالي قبل افتتاح المدارس على صباغ الجينزات لطلاب المدارس وإعادة صبغ البنطلونات باللون الرمادي أو الكحلي لتصبح مناسبة لطلاب الإعدادي والثانوي.
ويضيف: إن أجور الصباغة لم تعد رخيصة كما السابق فقد كنا نصبغ البنطال ب10 آلاف ولكن اليوم أصبحت تكلفة الصباغة تزيد على 30 ألفاً نتيجة ارتفاع أسعار الصباغ وتفاوته بين مصبغة وأخرى ولكن يبقى سعره مقبولاً للأهالي كحلٍ بديل مقارنة بأسعار البناطلين الجديدة فأي بنطال في السوق لايقل سعره عن 100 ألف ليرة.
مواقع التواصل الاجتماعي
بدأت صفحات التواصل الاجتماعي بنشر الملابس المدرسية المستعملة حيث تلقى رواجاً كبيراً لانخفاض أسعارها عن الجديدة الموجودة في الأسواق بأسعار بسيطة ورمزية تبدأ من 60 ألف ليرة ومعظمها بحالة جيدة وذلك للهروب من الغلاء الفاحش لأسعار الحقائب والمستلزمات المدرسية.
بدورهم أكد بعض بائعي القرطاسية و الألبسة المدرسية أن الإقبال على شراء المستلزمات المدرسية إقبال خجول وفي حدوده الدنيا وأن أسعارها ارتفعت الضعف عن العام الماضي، مضيفين إن الأهالي يلجؤون إلى محلات البيع بالجملة لشرائها بسعر أرخص حتى لو كانت النوعية رديئة بسبب الأرقام الفلكية التي سجلتها تلك المستلزمات.
وسبق أن أصدرت وزارة التربية تعميماً بعدم التشدد على اللباس المدرسي والسماح لمدير المدرسة بقبول أي لباس قريب أو مناسب مع الاكتفاء بالحد الأدنى من القرطاسية المدرسية.