نساء يبحثن بعد التقاعد عن حياة جديدة
تشرين – رجاء عبيد:
من المهم أن يكون لدينا هوايات نقوم بممارستها لبعض الوقت من حين لآخر، حيث يمكن أن تساعدنا على تجديد الطاقة وتقليل التوتر والضغط في حياتنا، ونتمكن أيضاً من بناء المهارات التي قد تكون عاملاً مساعداً وهاماً في حياتنا المهنية، وتوفر الهواية أيضاً منصة رائعة للتواصل إذا قمنا بممارستها مع الآخرين.
إعادة هيكلة الأولويات للهوايات والأنشطة التطوعية والاستشارات
بداية حياة جديدة
رؤى مهندسة متقاعدة تقول عن تجربتها: عندما تقاعدت من العمل بدأت أشعر بحياة جديدة، قبل التقاعد كانت مسيرة حياتنا العملية مقسمة بين البيت وبين العمل وبين المسؤوليات فكان الوقت المخصص لممارسة هواياتنا هو الحد الأدنى لأننا كنا نعيش من أجل غيرنا وليس لدينا المتسع الكافي من الوقت، اليوم بعد التقاعد طّورنا ذلك بالعودة لممارسة هوايات وأنشطة كدنا ننساها كالقراءة ورياضة المشي الصباحية وبدأنا نشعر بحالة جديدة من النشاط والصحة والاستعداد لقضاء بقية اليوم بكامل طاقتنا، بالإضافة لزيارة الأهل والأقارب والعمل بالبيت بأريحية مطلقة وبروية.
شيء إيجابي
وحسب تجربة رؤى فإن التقاعد حياة جديدة نبرمجها حسب الوقت، ويصبح لدينا حرية اختيار الأوقات واختيار النشاطات، فالتقاعد شيء إيجابي نحن نحتاج إليه خصوصاً بعد سني عمل طويلة, ونحن نعمل بإخلاص وبضمير وعمل دؤوب دون تعب أوملل، فنستحق بهذه الفترة أن نعيش لحياتنا، بينما قبل التقاعد كانت كلها حركة ونشاطاً وفعاليات كثيرة حيث تفرض علينا جواً معيناً بتوقيت معين.
الواجبات واحدة
وأكدت سناء المتقاعدة منذ خمس سنوات، قائلة: بعد تقاعدي من العمل تفرغت بشكل كامل لمتابعة الأعباء المنزلية والحياتية الملحة وخاصة في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها الجميع، مضيفةً: الأم.. أم .. واجباتها واحدة أكانت متقاعدة أم لا، فهي متعبة ومرهقة لكنها تسعى دائماً لتأمين متطلبات عائلاتها من الأبناء وربما الأحفاد، وقد صدمنا بأحلام التقاعد من الواقع الصعب الذي نعيشه.
المسؤولية لا تترك للمرأة الفرصة للاهتمام باحتياجاتها وممارسة هواياتها
وتعتبر أسماء ربة منزل «غير موظفة»، بأنه ليس لديها وقت للعمل وحتى ليس لديها وقت للفراغ وبالأخص الوقت الحالي، حيث إن مسؤولية الزوج والبيت والأولاد لا تترك للمرأة الفرصة للاهتمام باحتياجاتها وممارسة هواياتها أوالالتفات لشؤونها الخاصة بممارسة أي هواية تقوم بها، لأن الأولاد في سن بحاجة لاهتمام ومتابعة، مشيرةً إلى أنها تتمنى لو تستطيع ولو لوقت قصير ممارسة أي هواية تحبها.
لدينا الكثير من الوقت
بينما سناء ربة منزل «غير موظفة» تقول: في الواقع نعم لدي الكثير من الوقت للاهتمام بشؤوني الخاصة وممارسة الكثير مما أرغب فيه بعيداً عن احتياجات زوجي وأولادي، وذلك لأن أولادي في أعمار تؤهلهم للاهتمام بأنفسهم بدون متابعة دقيقة مني، لذلك كثيراً ما أمارس هواية القراءة بعد الانتهاء من أعمال البيت والإشراف على كل الأمور التي تتطلب متابعتي، ومشاهدة التلفاز واستطلع القنوات واختار ما يعجبني منها وأنا سعيدة لأني اعتبر نفسي من المحظوظات حيت لاعجلة لدي في إنهاء أعمالي المنزلية أو تقصير بواجب من واجباتي.
الكردي: سن التقاعد يعد سناً استشارياً
المرأة مديرة ومؤسسة الحياة
سن استشاري
الأختصاصي في القيادة التربوية وعلوم الإدارة الدكتور محمد ياسر الكردي أكد لـ«تشرين» أن سن التقاعد يعد سناً استشارياً حيث تبدأ النساء بعد التقاعد بممارسة أعمال استشارية يطلبون منهن الاستشارات حيث يعتبرون أن الإنسان يعيش في حياته مجموعة من المراحل مرحلة الطفولة، مرحلة الشباب أوالمراهقة النضج أي مرحلة الحكمة، ثم بعد ذلك مرحلة العطاء.
كيف تقضي ربات المنازل هذه المرحلة؟
يرى الدكتور الكردي أنه بحسب البيئات التي تعيشها المرأة، وبحسب الحالة العلمية تقضي المتقاعدات أوقاتهن في العطاء، كقيامهم باستقبالات الصباحيات والجلسات الأنثوية والزيارات وهكذا دواليك…
المرأة مديرة ومؤسسة الحياة
أضاف الكردي: خص الله عزوجل النساء بمزايا تجعلها مصنع الحياة فهي منتجة ومتفانية عاشت سنوات من أجل غيرها واليوم تستحق أن نحتفي بها ونساعدها على العودة لممارسة النشاطات والهوايات وقضاء أوقات جميلة مع العائلة والمساعدة في تربية الأحفاد وحل مشكلات العائلة، وتقوم العديد من النساء بعد التقاعد بأعمال تطوعية أو خيرية ليستمر مشوارها بالعطاء.
ليس العطاء منوطاً بعمر
وبحسب د. الكردي، فإن العمل التطوعي اليوم ليس منوطاً بذكر أو أنثى أو عمر أو حالة مجتمعية بل وبحاجة إلى إرادة صادقة من الداخل تعمر بلدنا بأمثال هؤلاء، فنساؤنا تمتلك الإرادة الصادقة والنضج الأنثوي الواعي، وهي مصنع وموجدة للحياة وأيضاً مديرة ومؤسسة للحياة.
كل أم لها أسلوبها
بدورها الاستشارية الأسرية نائلة الخضرا أكدت لـ«تشرين» أن كل أم لها أسلوبها وطريقتها بممارسة هواياتها، كالرياضة والسباحة ومنهن من ترغب بالأعمال التطوعية ومساعدة الجمعيات الخيرية.
الخضرا: كل أمّ لها أسلوبها وطريقتها بممارسة هواياتها
وأضافت الخضرا: المرأة اليوم تخصص جزءاً مهماً من وقتها على مواقع التواصل والدردشات.. لكن قبل التقاعد وبعد التقاعد وإذا كانت موظفة أوغير موظفة تبقى الأسرة هي الهاجس والاهتمام الأولى للمرأة وتختلف مراحل الرعاية من مساعدة الصغار على تعلم المهارات والعلم وانتهاءً بتوجيه النصح والإرشاد لأفراد العائلة.