على توقيت الميدان.. المقاومة اللبنانية ترد أوليّاً على اغتيال شكر.. كيان الاحتلال يبث ادعاءات لإضفاء «الردع» المفقود وترقب شديد وحذر للأيام المقبلة

تشرين- هبا علي أحمد:

على توقيت المقاومة والميدان، وتماماً كما وعد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في الميدان، أتى الرد الأولي على جريمة اغتيال فؤاد شكر استراتيجياً محققاً أهدافه بدقة وبنجاح، وبالتالي فشلت كل تحصينات العدو، بما فيها التحصينات الأميركية التي استبقت الرد بجولة مكوكية لمسؤوليها في المنطقة، وجولة من المفاوضات المُضللة الخادعة، فشلت في «فرملة» قرار المقاومة المُتخذ منذ اليوم الأول للاغتيال، كما أًحبط كل المشككين في الرد، وحمل 320 صاروخاً، إضافة إلى سرب من المسيّرات الجواب الحاسم والقاطع، وهو جواب جزئي مبدئي له ما بعده، وردّت المسيّرات والصواريخ -التي غطّت نيرانها مسافة 1500 كم٢ من شمال فلسطين المحتلة- على كل المحاولات العبثية لربط الرد بموضوع المفاوضات التي تُستأنف اليوم، على أن ذلك لا يعني أن المقاومة غير مكترثة لموضوع التفاوض، لكن الواقع بات يتحدث عن ذاته، إذ لا فائدة تُرجى من التفاوض مع العدو والدلائل واضحة على مدار الأشهر العشرة الماضية، ولم يبقَ إلا الميدان.

على توقيت المقاومة والميدان وكما وعد السيد حسن نصر الله آتى الرد الأولي على جريمة اغتيال شكر استراتيجياً محققاً أهدافه بدقة

وإن كان الرد مُنتظراً، لكن الأقسى على الإسرائيلي والأميركي، هو الحجم والنوعية، وعدم التمكن من التصدي له رغم التحضيرات والتجهيزات المُسبقة، والأقسى هو ما أعلنته المقاومة في أعقاب الرد بأن جوهر العملية هو المسيّرات التي ضربت هدفاً حيوياً عسكرياً والصواريخ الـ320 كانت لإلهاء القبب الحديدية وإمكانات الصد الإسرائيلية، وبالتالي النجاح في تضليل الجيش الإسرائيلي عبر إطلاق عدد كبير من الصواريخ، وقصف هدفين أساسيين في شمال «تل أبيب».. يُضاف هذا إلى سلسلة الفشل الاستخباراتي التي باتت لصيقة بكل من «تل أبيب» وواشنطن، ومع رد حزب الله وهو ردٌّ أولي، ترتفع حال الاستنفار والترقب لاستكمال الرد وللرد الإيراني الذي يلفه الغموض حتى هذه اللحظة.
بالعموم، فإننا أمام جولة جديدة من التصعيد، مع عدم يقين حول مدياتها وطريقة انتهائها، والسيناريوهات المطروحة هي ذاتها على مدار العدوان على غزة، حول حرب إقليمية مُرتقبة، أم إن الاحتواء سيتصدر المشهد مع اجتماع الدعوات على عدم التصعيد.

جوهر العملية هو المسيّرات التي ضربت هدفاً حيوياً عسكرياً والصواريخ الـ320 كانت لإلهاء القبب الحديدية وإمكانات الصد الإسرائيلية

تفاصيل الحدث
سلسلة الفشل مستمرة في حال التخبط التي قابل بها الكيان الإسرائيلي رد حزب الله، صحيح أن الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان لم تتوقف في أعقاب الرد، لكن هذا ما يستطيعه الكيان المزيد من المجازر والإرهاب، للتعتيم على نوعية الأهداف واستراتيجيتها، ولاسيما أن العدو يدرك حجم الترسانة الصاروخية وأيضاً المسيّرات التي يملكها الحزب والتي قلبت موازين المعركة، وأوجدت عوامل جديدة للردع، وبالتالي أثرها في المعركة المقبلة إن وقعت.

.. وفي حين تحاول الدوائر المقربة من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو التكتم على طبيعة الأهداف، وبث الادعاءات حول «هجوم استباقي» شنته «إسرائيل» لتضليل «الجمهور الإسرائيلي» الناقم وإضفاء حال من «الردع» المفقود، سادت حالة من الذعر والقلق في «الداخل الإسرائيلي» وأعلنت حالة الطوارئ، وفُرضت قيود على الحركة، وعُلقت رحلات جوية وأغلقت الشواطئ، وأعلنت وسائل إعلام العدو أن ما تقوله الحكومة عن «هجوم استباقي» هو نوع آخر من المراوحة وهذا مؤسف جداً، مؤكدة نقلاً عن مصادر سياسية أن ردّ حزب الله كان موجهاً إلى منشآت استراتيجية في وسط «إسرائيل»، من بينها منطقة جاليلوت، حيث مقر «الموساد» وقاعدة 8200، كما نصحت وسائل إعلام أخرى نتنياهو والأجهزة الأمنية بالاعتراف عما كان الهدف الحساس، قبل كلام حسن نصرالله (مساء اليوم) لحفظ ماء الوجه، ولا سيما أن الغارات الإسرائيلية المتواصلة على جنوب لبنان لن تأتي بنتيجتها، مع تعليق إحدى الوسائل بأن هجوم الليلة في جنوب لبنان ليس هو الذي سيعيد 60 ألف مستوطن إلى منازلهم، أو يجعل حزب الله يبتعد وراء الليطاني، أو يتوقف عن إطلاق الصواريخ على المستوطنات من دون انقطاع، حيث تبادل الضربات سيستمر، وستستمر المعاناة في مستوطنات الشمال.

«إسرائيل» لم تنجح في توجيه ضربة استباقية للبنان والأهداف التي تتحدث عنها استجابة لهجوم تضليلي نفذته المقاومة

في مقابل التخبط داخل الكيان، كانت المقاومة واضحة ودقيقة في بيانها بالإعلان عن الانتهاء من المرحلة الأولى من الرد، مؤكدةً أنّ ذلك تم بنجاح كامل، موضحة أنّ هذه المرحلة تمثلت باستهداف الثكنات والمواقع الإسرائيلية، تسهيلاً لعبور المسيّرات الهجومية باتجاه ‏هدفها المنشود ‏في عمق كيان الاحتلال، مؤكدة أن «إسرائيل» لم تنجح في توجيه ضربة استباقية، والأهداف التي تتحدث عنها استجابة لهجوم تضليلي نفذناه، والجيش الإسرائيلي لم ينجح في اعتراض المسيّرات الانقضاضية، وكل المسيّرات الهجومية تم إطلاقها في الأوقات المحددة لها، ومن كل مرابضها، حيث ‏عبرت ‏الحدود اللبنانية – الفلسطينية باتجاه الهدف المنشود ومن مسارات متعددة، وبالتالي تكون العمليات العسكرية لهذا (‏اليوم) قد تمت وأُنجزت. ‏

في ميدان غزة
أقرّ جيش الاحتلال بمقتل جندي وإصابة آخر بجروح خطرة في معارك جنوب قطاع غزة، موضحاً أنّ الرقيب عميت تساديكوف من الكتيبة «202» قتل في معركة جنوب القطاع، بينما أصيب جندي من كتيبة الهندسة في معركة أخرى.

وارتفع بذلك عدد القتلى بين الجنود في معارك القطاع خلال نهاية الأسبوع إلى خمسة، بتأكيد الإعلام الإسرائيلي، وأمس السبت أقرّ جيش الاحتلال، تحت بند سُمح بالنشر، بمقتل 3 من جنوده في معارك حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.

ويُضاف هؤلاء القتلى إلى جندي في الاحتياط، يتبع لكتيبة الاستطلاع «6310» في اللواء «الـ16»، أُعلن مقتله في معركةٍ وسط قطاع غزة يوم الجمعة.

وأعلن جيش الاحتلال إصابة 7 جنود آخرين كانوا مع القتيل، 4 منهم يعانون جروحاً خطرة.
وبذلك، يرتفع عدد الجنود الإسرائيليين القتلى في قطاع غزة، منذ بداية الحرب، إلى 700 بين ضابطٍ وجندي، سُمح بتأكيد مقتلهم، علماً أن العدد الحقيقي أكثر من ذلك بكثير بتأكيد الإعلام الإسرائيلي نفسه.

يأتي ذلك فيما تواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تصديها لقوات الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذها عمليات وكمائن نوعية ضدها، ما يؤدّي إلى تكبيدها خسائر كبيرة في صفوفها وآلياتها وعتادها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار