الحواسيب الكمونية بديلاً عن التقليدية قريباً… الشمس الصينية ليس هدفها الضوء وإنما إنتاج طاقة نظيفة خالية من الغازات
طرطوس- رفاه نيوف:
“المنجزات العلمية في العام الماضي، محاضرة قدمها الباحث (حسن عزالدين بلال) عضو اتحاد الكتاب العرب – عضو جمعية البحوث والدراسات في فرع اتحاد الكتاب العرب طرطوس تحدث فيها عن أبرز المنجزات العلمية للعام 2023م في مجالات مختلفة ومنها الكيمياء والفيزياء وتحدث عن الشمس الصينية والهدف منها.
ولفت بلال بداية أن جائزة نوبل في الكيمياء فاز بها ثلاثة علماء منهم التونسي منجي الباوندي لاكتشافهم وتصنيعهم النقاط الكمومية وهي بلورات شبه موصلة مكونة من عدة ذرات أنصاف أقطارها بين 2 و 10 نانومتر والنانو جزء من المليار من المتر ومن هنا جاءت التسمية “النقاط” لكن أبعادها صفرية تقريباً وتكون بحالة تشابك كمي، وهذا يخص الطب والحواسيب الكمومية التي تستخدم هذه النقاط بدلا من الترانزيستور والدارات التكاملية و الشرائح، وإذا أثيرت هذه الذرات ينتقل إلكترون او أكثر من مستواه إلى مستوى طاقي أعلى وعندما يعود إلى مستواه يشع ضوءاًعلى شكل فوتونات مرتبطة ببعضها البعض، أي متشابكة، بالتالي يتم نقل المعلومات بواسطة إلكترونات، التي سرعتها أقل بكثير من سرعة الضوء، وهكذا ستكون الحواسيب الكمومية أسرع من الحواسيت التقليدية وأقل حجماً وتنجز حسابات معقدة بسرعة تفوقها ب 180 مليون مرة وتستهلك كمية قليلة من الطاقة وقابلة للحمل، باختصار ستحل الفوتونات محل إلكترونيات وتصبح الإلكترونيات جميعاً مع الزمن تقنية قديمة.
وتحدث بلال عن جائزة نوبل في الفيزياء التي فاز بها ثلاثة علماء حيث صمموا آلة تصوير تنتج نبضات ليزرية فائقة السرعة وبزمن أصغر من زمن حركة إلكترونات ، تسمى ألوتوثانية وهو زمن أصغر من الثانية بمليار مليار مرة، وهذا مكنهم من دراسة حركة الإلكترونيات وخصائصها والتحكم فيها وأخذ صور واضحة لها، أي توغلوا داخل الذرات والجزيئات. وتجدر الإشارة إلى أنهم استخدموا نفس طريقة الدكتور أحمد زويل الذي نال جائزة نوبل عام 1999 بزمن سمي الفيمتوثانية، ويساوي جزء من مليون مليار من الثانية.
وأوضح بلال في شرحه عن ماهية الشمس الصينية والهدف من وجودها أن الشمس هو نجم يشع ذاتياًوتصل طاقته إلى الأرض خلال 8 دقائق وعشر ثوان. فمن أين تأتي هذه الطاقة؟ يؤكد العلماء أنها تأتي من تفاعل الاندماج النووي لنوى الهيدروجين ونظيريه دوتريوم وتريتيوم لتكوين نواة عنصر الهيليوم وكتلته ، تكون أقل من كتلة نواتي النظيرين، وهذا الفارق بالكتلة يتحول إلى طاقة هائلة تسحب من علاقة آينشتاين .
فكر العلماء بالتحكم بهذه الطاقة الهائلة للاستفادة منها، فكان مفاعل الاندماج النووي الذي يحاكي عمله ما يحدث في الشمس، لكننا بحاجة إلى وعاء مناسب لاحتواء هذه الدرجة الهائلة من الحرارة وإبقائها بعيدة عن جدرانه، فصمموا جهازاً يتكون من أنبوب معدني مفرغ من الهواء، مغلق، يمر فيه تيار شدته ملايين الأمبيرات، فينتج عن ذلك مجال مغناطيسيٌ هائل يضم نوى نظيري الهيدروجين ويبعدها عن جدران الوعاء، ويرفع درجة حرارتها إلى عشرات الملايين من الدرجات المئوية، لذا سمي جهاز الحصر المغناطيسي، ولكن حدث أمر غير متوقع، حيث أفلتت بعض الجزيئات مما أدى إلى هبوط درجة الحرارة وتوقف التفاعل. ولم يفلح التسخين مرة ثانية. فقام العلماء بتوجيه حزمة ليزرية لها قدرة هائلة على تسخين النظيرين. واستمرت المحاولات أكثر من 70 عاماًمن قبل الدول المتقدمة، ونجحت الصين في 2023-5-28 بإيصال درجة الحرارة داخل مفاعل الاندماج النووي )توكاماك( إلى 120 درجة مئوية وبدء تفاعل الاندماج لكنه استمر لمدة 17 دقيقة فقط ومن ثم توقف. والمحاوالت مازالت جارية لاستكماله.
ولفت بلال في النهاية الجدير ذكره أن الشمس الصينية ليس هدفها توفير الضوء والحرارة ، وإنما إنتاج كمية من الطاقة النظيفة تفوق الطاقة التي يستهلكها مفاعل الاندماج ، وبذلك تكون الطاقة خالية من الغازات.