الفتوة والنفق المظلم.. تعاقدات فرطت والجبان فضّل الابتعاد

ديرالزور – مالك الجاسم:
انقلبت الأمور رأساً على عقب في نادي الفتوة، ولم تنفع المكياجات الأخيرة التي وضعتها اللجنة التنفيذية في إعادة الأمور إلى نصابها، وفرطت عقود اللاعبين جميعها، وحتى مدرب الفريق طارق جبان “شمع الخيط وغادر”.
ونحن لا نلوم اللاعبين والمدرب لأن الإدارة لم تأخذ دورها بعد، فمنذ إعادة تشكيلها لم نسمع بأي تحرك جديد على عكس رئيس النادي المستقيل سليمان الذياب الذي نجح بفتح قنوات للتواصل مع عدد من اللاعبين، ومع بدء الحديث عن الدعم المادي كانت المفاجئة بأن غالبية الوعود نظرية وهي غير قابلة للتنفيذ فكان قراره بالابتعاد ليكون هناك قرار بقبول استقالة الذياب وإعادة تشكيل الإدارة وتسمية محمد الدهموش رئيساً للنادي مع تطعيم الإدارة بثلاثة أسماء جديدة لتصبح تسعة بدلاً من سبعة، ولكن هذا التغيير لم يعد الأمور إلى السكة الصحيحة.
واليوم لم يعد هناك لاعبون ولا مدرب والإدارة الجديدة لا حول ولا قوة، ونعرف تماماً بأن الأمور المادية الصعبة لعبت دوراً فيما يجري داخل نادي الفتوة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه أين دور اللجنة التنفيذية التي على ما يبدو بأنها تعيش في سبات عميق وهي تتحمل جزءاً كبيراً مما يجري في هذا النادي الذي يمر بأسوأ أيامه؟ وما يجري لا يتناسب مع مكانة أزرق الدير بطل الدوري والكأس.
وكان الأجدى الإسراع بتشكيل الإدارة لتأخذ وقتها بدل ربط العمل بأشخاص دون غيرهم حتى باتت أمور الفتوة في نفق مظلم، ومهما فعلت الإدارة الجديدة فهي غير قادرة على أن تعيد الأمور إلى ما كانت عليه، وما هو مطلوب منها اليوم الاعتماد على أبناء النادي من فريق الرجال إضافة إلى ضم عدد من اللاعبين الشباب ممن أثبتوا أنفسهم في الدوري، ولا ننسى بأن الإدارة السابقة خلال الموسمين الماضيين لم تعر أي اهتمام للقواعد وهذا ما شكل عبئاً جديداً على النادي فكان الفتوة أكثر المتضررين من القرار الأخير حول ضم خمسة لاعبين.
أمور الفتوة ليست بخير وجاء الوقت لتعترف بأن هناك أيادي خفية بدأت تعبث بالنادي لمصالح شخصية باتت معروفة للقاصي والداني، وهناك أصوات بدأت تعلو تطالب بإنجاز الملعب، وعودة الفتوة لملعبه وجماهيره للتخفيف قليلاً من الأعباء المادية، ولكن حتى هذا الموضوع يبدو يمر بنفق مظلم، وحتى مد التارتان الصناعي الذي وصل إلى المحافظة وما زال يقبع في المستودعات أخذ مساحة كبيرة من التجاذبات والوعود التي لا تمت للواقع بصلة، وبدت الأمور والتصريحات والحديث عبارة عن أبرة بنج كشفت حقيقتها الأيام فلا الملعب أنجز ولا أرضية الملعب فرشت.
بالعموم رياضة دير الزور تمر بحالة عدم استقرار، وعلى ما يبدو بأن هناك حلقة مفقودة يمكن تشخيصها والوصول إليها والحكم عليها من خلال المجريات الرياضية المتسارعة والموضوع لا يتوقف عند نادي الفتوة، والأمر ذاته ينطبق على اليقظة ومثله صبيخان وباقي أندية الريف. وعموماً سوف يكون لنا وقفة مطولة وللحديث بقية…

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار