قراءات في ديوان «مات البنفسج إنها الحرب» للشاعر بديع صقور
تشرين- لمى بدران:
إن قصص وأشعار الحرب بما فيها من تصوّرات وتجليّات عالقة في نفوس أدباء سورية مستمرّة في إصداراتهم، ونجد في كتاب الشاعر بديع صقور، الذي صدر منذ فترة قريبة “مات البنفسج إنها الحرب” نصوصاً شعرية عن الوطن والشهداء والأعمال الإجرامية التي ارتكبتها المجموعات المسلحة من تدمير وقتل وذبح، وقد أجرى الأديبان الناقدان أيمن الحسن ود.عبد الله الشاهر مساء أمس في ثقافي أبي رمانة قراءتين أدبيتين حول هذا الديوان.
تحدّث الدكتور الشاهر خلال قراءته عن ميزات الكتابة عند الشاعر، فهي تتسم بالسردية من دون الاكتراث للوزن ولا حتى القافية، ونصه محكوم بفكرته، ولديه حكاية سردية فيها شواهد ومشاهد وقدرة على التثبيت في الإيحاء بالإيجاز والإخبار، ويرى أن هناك إثراء لغوياً موظفاً لمصلحة الموضوع في كل النصوص، واستخدم التكرار في موقعه، من خلال الحرف والكلمة والجملة، كما في نص “دمعتان”، وأجاد في توصيف حالة الحرب بكلمات موجزة بدت في نص “حينما”، مستخدماً في نصوص المجموعة بكسر الانزياح من خلال التقديم والتأخير.
من جانبه بيّن الناقد أيمن الحسن أن “مات البنفسج” مجموعة قصصية لعبد الله عبد، صاحب القصه المشهورة “الضحك في آخر الليل”، ويتساءل هل المجموعة الشعرية هنا عنوان خاص لإحياء ذكرى كاتب لم يُعمّر طويلاً، وفاته حظ الشهرة في حياته؟ إذ بدأ بمقدمة الكتاب بقول الشاعر رسول حمزاتوف: علمني أبي ألا أمشي على الطريق السالك في الشعر، لافتاً الحسن إلى أنَّ الأديب صقور يخطُّ طريقاً خاصاً بين السرد والشعر أو ينزله من برجه العالي كي يمشي على ألسنة الناس ليكون حديثاً معتاداً.
أما الشاعر بديع يقول لـ«تشرين» عن هذه التجربة الشعرية إنها تجربة طويلة من خلال معاناة ورؤية ومتابعات لقراءات ورحلات في العالم، ويضيف: أدعو من خلال هذه النصوص إلى المحبة والإنسانية من أجل أن تبقى الحياة أجمل وأفضل بكثير، وعلى الرغم من ورود نصوص حزينة فيه، لكنه ليس يأساً، بل هو حاجة لدفع الآخر أن يرى أن الحب هو أساس الحياة، وأن تواصلنا مع بعضنا حالة إنسانية، ويخرج عن كلامي هذا هؤلاء الغزاة الذين يغزون بلاد الآخرين، الذين لا بد علينا أمامهم أن ندافع عن الأرض.
يذكر أن الكتاب صادر عن اتحاد الكتّاب العرب، بعد أن صدر للشاعر خلال مسيرته أكثر من خمسة وعشرين منجزاً أدبياً بين القصة والشعر والنصوص الأدبية، إضافة إلى ثلاث مخطوطات قيد الطباعة.