التنمر الإلكتروني كابوس يلاحق الرياضيين… فما هي أسبابه؟
تشرين – حاتم شحادة:
مع استمرار إقامة البطولات الرياضية الكبرى في العالم يتعرض العديد من الرياضيين لموجات من التنمر الإلكتروني على مواقع التواصل الإجتماعي عقب خروجهم من المنافسات أو تحقيق نتائج غير مرضية وهي ظاهرة تفاقمت كثيراً في السنوات الماضية.
ويمتد هذا التنمر من التعليقات السلبية إلى شتائم شخصية، ما يثير تساؤلات حول الآثار النفسية التي يتركها على هؤلاء الرياضيين، ممن وضعوا كل جهدهم خلال سنوات عديدة لتمثيل بلادهم بأفضل صورة.
ولعل من الأمثلة الواضحة التي ظهرت خلال دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في باريس موجة التنمر الواسعة التي تعرضت لها الملاكمة الجزائرية إيمان خليف بعد انتشار مزاعم تشكك بأهليتها الجنسية، ترافق بموجة من الهجوم عليها من شخصيات معروفة عالمياً، إلا أن كل ذلك زاد من إصرار وعزيمة خليف التي حققت الميدالية الذهبية في نهاية المطاف.
وقالت إيمان خليف إن موجة المراقبة البغيضة التي واجهتها خلال أولمبياد باريس 2024 بسبب المفاهيم الخاطئة حول جنسها “تمس كرامة الإنسان”، ودعت إلى وضع حد للتنمر على الرياضيين، وذلك بعد أن تأثرت بشكل كبير بسبب ردود الفعل الدولية ضدها.
ولفتت المرشدة النفسية للمنتخبات الوطنية سمر سليمان في تصريح لتشرين إلى الآثار السلبية الكبيرة للتنمر الإلكتروني على الرياضيين.
وأوضحت أن انتشار ظاهرة التنمر الإلكتروني يعود بالدرجة الأولى لأنها تصدر عن أشخاص وهميين على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن أن تلك المواقع باتت متاحة للجميع ولايوجد رادع قانوني لهذه الظاهرة، بالإضافة إلى أن تتالي الإخفاقات الرياضية قد يعزز أكثر من هذه الظاهرة.
ولفتت سليمان إلى وجود فوارق فردية بين الرياضيين إذ إنه يتوجب على الرياضي أن يتحلى بأكبر قدر ممكن من الضبط النفسي والاتزان الانفعالي، لكن بعض الرياضيين أكثر تأثراً من غيرهم بموضوع التنمر لذلك يتوجب على الكادر التدريبي والإداري أن يقوم بموضوع الدعم النفسي للرياضين خلال البطولات، وعدت أن الإعداد النفسي يشكل من 60 – 70% من إعداد الرياضيين في الرياضات الفردية.
وعن أساليب مكافحة هذه الظاهرة رأت سليمان أن الرياضي يستطيع قدر الإمكان الابتعاد عن مواقع التواصل الإجتماعي خاصة خلال مشاركته في البطولات الرياضية، فضلاَ عن إعطائه مبررات إيجابية لنتائجه المسجلة، وتحفيزه من قبل المدربين والعائلة للإصرار على النجاح والتفوق.