أبو زيد الهلالي.. شاعر لا يُنسى في تاريخ الأدب العربي
تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:
يظل أبو زيد الهلالي شاعراً لا يُنسى في تاريخ الأدب العربي، حيث استطاع هذا الشاعر بأسلوبه الراقي وقصائده العميقة أن يترك بصمة لا تمحى في قلوب القراء والمثقفين العرب والأجانب عبر العصور، إذ تستمر أعماله في إلهام الأجيال جيلاً بعد جيل، وتثير الفضول لدراسة تفاصيل حياته وأعماله بمزيد من العمق والتأمل.
كان هذا الشاعر أميراً وشاعراً ومحارباً، شارك في غزوات قبيلته (بني هلال) في الشمال الإفريقي، ولكونه شاعراً فقد شكّلت القصيدة عنده مدرسة شعرية متميزة، حيث ابتكر أسلوباً شعرياً فريداً يتميّز بالوزن والقوة اللغوية، فقد كان شعره يتنوع بين الحب والفخر والنسب والشجن على فراق الأحبة، ما جعل قصائده تصل إلى قلوب الناس بمختلف أوجه حياتهم، كما أسهم الشاعر الأمير (أبو زيد الهلالي) في تطوير الشعر العربي ما قبل الإسلام، وكان له دور بارز في تعزيز القيم الأخلاقية والفكرية في المجتمع العربي، فقد تناول في شعره مفاهيم العدالة الاجتماعية والتسامح والصبر، ما جعله أنموذجاً للحكماء في ذلك العصر من الزمان.
لقد كان (أبو زيد الهلالي) واحداً من أبرز شعراء عصره خلال فترة ما قبل الإسلام، الذي ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الأدب، فهو من قبيلة تنتمي إلى (بني هلال) العربي من اليمن والتي هاجرت إلى سورية والعراق، ثم اتجه بعضها غرباً إلى المغرب- الساحل الشمالي لإفريقيا، وأسسوا هناك إمارة (بني هلال) وما زالت آثارهم موجودة حتى الآن.
يتميز شعر (أبو زيد الهلالي) بعدة جوانب في أدبنا العربي.. أولاً: تفرّد الشاعر بأسلوبه الخاص وتنوّع المواضيع، إذ اتفق الباحثون العرب في الأدب ما قبل الإسلام على أن الشاعر (أبو زيد الهلالي) تفرّد وحده بهذه المهمة الشعرية التي أكسبته التميز بالقوة اللغوية.
ثانياً: أسهم هذا الشاعر بخاصية شعرية في أسلوب الأدب العربي هو إسهامه في الحكمة والفلسفة، ما جعله أنموذجاً للحكماء وهذا جعله يختلف عن أسلوب بعض الشعراء الذين عاشوا عصره، وقد ازدانت مكتبات الوطن العربي وخاصة في المغرب ومصر وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا وبعض دول الشرق العربي بمؤلفاته الأدبية التي ضمّت شعرية أدبية متعددة الألوان.