يا طيرة طيري يا حمامة
تقول الأغنية.. يا طيرة طيري يا حمامة وانزلي بدمّـر و الهامة ..هاتيلي من حبي علامة هالأســـمر أبو الخـــال
أنا على ديني…جنّـنتيـــــــني على ديني العشق حرام و الله
يا حمامة قلبي مشتاق يقطف وردة من خدودو
طيري عجناح الأشواق وارمي حالك عزنودو
هاتي منّـه يا حمامة وردة بزهوة أحلاما
أنا على ديني..جنّـنتيـــــــني على ديني العشق حرام و الله
كلمات بسيطة تعود بنا إلى الذاكرة إلى سنوات خلت..كان الفرح شفافاً يتدفق من عيوننا، وكنا نغني وسط تصفيق الأكف وكورال من مشجعين كثر من الأصحاب والأقارب والحاضرين..واليوم لم يتبقَ من الذاكرة الكثير..لكن عندما نغوص بحثاً عن لحظات هاربة من الملل نجد أنفسنا على ضفاف الذكريات نردد تلك الأغاني التراثية الجميلة.
وكما يبدو فإن موضة الغناء التراثي مازالت حاضرة حيث يميل البعض في الوسط الموسيقي والغنائي إلى تقديم الأغاني التراثية لما لها من حضور في وجدان الناس، وثمة من يشجع هذا الاتجاه لحماية التراث الثقافي اللامادي من الاندثار وتمريره إلى الأجيال القادمة والإسهام في تغيير الذائقة الفنية السائرة نحو التدهور. وقد شهدت العاصمة دمشق والكثير من المحافظات السورية مهرجانات غنائية تهتم بالأغاني التراثية حيث نجحت بعض الفرق الفنية بتقديم الغناء السوري التقليدي بشكله القديم، وأن ترسم لها في خضم فوضى الغناء الحديث ملمحًا غنائياً سورياً قديماً متجدداً.
ولعل ما يفخر به السوريون أنّ أول تدوين موسيقي في التاريخ وجد في مدينة أوغاريت على الساحل السوري، فلم يغب فن الموسيقا والغناء عن مسرح الحياة في سورية. وعبر آلاف السنين وجدت مئات الألحان التي روت تفاصيل الحياة في مختلف أوجهها بدءًا من الولادة للعمل في الزراعة والحرف والسفر والزواج وصولًا إلى النهاية.
وبحكم السنين..فإن الكثير من هذه الأغاني ضاع مع مرور الزمن، وإحياء الأغاني التراثية يبدو اليوم مهمة شاقة لآن جيلًا واسعًا من الشباب لم يعد يهتم بهذا النوع من التراث الفني والموسيقي، وبات تحفيزه عبر المهرجانات والفرق الغنائية التراثية سبيلاً لتشجيعه على الاستماع ودعوة الجهات الثقافية المعنية من أجل الاهتمام بهذا التراث والعمل على حمايته، لأنه سيكون بلا أي قيمة لو بقي حبيس التسجيلات والوثائق”.