ملف «تشرين».. اللحن السوري بعيون مصرية
تشرين- وصال سلوم:
يقول الناقد والصحفي المصري محمود عبد الشكور: استأثرت سورية بتصدير الموسيقا وقد شكلت خلال القرن التاسع عشر مع القاهرة قطبين موسيقيين أثرا على بقية المدن، ومن المرجح أن التخوت المصرية والمدارس الصوفية الحلبية قد ٲثّرت على كافة المدن المشرقية لناحية التقاليد والتنظيم..فاتسمت مدن بلاد الشام بنفس الميراث الموسيقي المتأثر بالموسيقا القريبة منها جغرافياً وبالتغييرات التي حصلت في المنطقة.وعرفت الموشحات والقدود الحلبية والأغاني الشعبية (المواليا والزجل) ومن ثم القصيدة والدور المصري، وكافة القوالب الشرقية (الدولاب والتحميلة والسماعي والبشرف)..كما عرفت بلاد الشام ما يسمى التنزيلات، وهي منظومات على أسلوب الموشحات، من تلحين الناظم نفسه، أو على ألحان الأغاني التي كانت شائعة في تلك الفترة.
الناقد المصري محمود عبد الشكور: استأثرت سورية بتصدير الموسيقا وشكلت خلال القرن التاسع عشر مع القاهرة قطبين موسيقيين
الأغنية السورية -يضيف الشكور- لها تاريخ طويل سواء تلك التي سمعناها من إذاعة دمشق العريقة، أو من خلال أصوات سورية عظيمة جاءت إلى مصر وعلى رأسها بالطبع فريد الأطرش وأسمهان وميادة الحناوي..ومن ترك طيب الأثر الأقوى كانت القدود الحلبية وصوت صباح فخري العظيم، حتى مطربة مثل فايزة أحمد بصوتها الرائع والاستثنائي والتي استطاعت تقديم الأغنية المصرية ببراعة أحسبها وأعتبرها من نجمات الطرب السوري في القاهرة .
الأغنية السورية لم تكن فقط مواويل وأغنيات وقدوداً، ولكنها أيضا أفرزت جمهوراً من أفضل السميعة في العالم العربي، وبالذات أهل حلب، ولهم قصص وحكايات في استقبال عبد الوهاب، واكتشاف صوته من خلال نخبة السميعة أولاً، ثم من تدفق الجمهور الكبير على حفلاته بعد ذلك.
وأريد لفت النظر -يردف الشكور- أيضاً إلى استفادة سيد درويش، بل تعلمه الموشحات والفلكلور السوري خلال فترة إقامته في الشام، ونحن كمصريين لا نشعر بغربة أبداً ونحن نستمع للأغاني السورية، حتى لو كانت خفيفة، ونتمنى فعلاً أن تعود إلى مكانتها، أما الأصوات السورية الجميلة فلم تتوقف أبداً عن الظهور والإبداع والإجادة .
اقرأ أيضاً: