تجارب الألم القاسية!!
تعالي يا صغيرتي نامي في عيوني سأمسح عنك غبار الليل كم كان قاسيًا وكم كنت أتألم؛ أتألم معك وأشاركك خوفك في كل وجع، وأتألم لأنك تتألمين.. كانت تجربة قاسية أشعر بعذابات العالم تخفق في صدري المتعب.. وأنتظر الصباح الذي يحمل الشفاء لنرحل بعيدًا عن الأنين.
كنت تصرخين بين غابات الألم والخوف، يحمل السكون رياح صوتك إلى قلبي وكنت مستترًا خلف أشجار الألم والخوف أتلقى صراخك وأتضرع كي لا تريني… إذا كنت لا أملك أن أحميك من الألم فكيف لي بالنظرإ وجهك وقد تغيرت ملامحه فصار كلوحة من تراب وغبار غابت عنه الملامح وصار قاسيًا كقطعة من جبل..أعلم أنك ستجتازين رحلة الرعب وتعودين أكثر قوة مما كنت عليه، لكن تجارب الألم القاسية لا تكتسب إلّا حين نخوض في بحارها وهذه دنيانا تحفل بمفاجآت ومساحات للحزن والألم ولكل نصيب منها..
تعالي أحكي لك حكاية.. امسكي بيدي وأغمضي عينيك.. حلقي إى مكان ل اوجع فيه طفلتي الصغيرة ..هل تسمعين ترانيم شاعر حزين إنه بدر شاكر السياب يهمس بين جدران المشفى…
تثاءب المساء والغيوم ولا تزال- تسح ما تسح من دموعها الثقال -كأن طفلاً بات يهذي قبل أن ينام: بأن أمه ــ التي أفاق منذ عام فلم يجدها، ثم حين لجّ في السؤال- قالوا له: “بعد غد تعود ” – لابدّ أن تعود
يا صغيرتي هل تسمعين صوت المطر أتراه يغسل الحزن والخوف..؟!
في أنشودة المطر يقول السياب: أتعلمين أي حُزن يبعث المطر؟
وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر؟ وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع؟
بلا انتهاء ــ كالدّم المراق، كالجياع، كالحبّ كالأطفال، كالموتى ــ هو المطر! ومقلتاك بي تطوفان مع المطر – وعبر الأمواج تمسح البروق
السواحل بالنجوم والمحار – كأنها تهم بالشروق – فيسحب الليل عليها
مطر.. مطر.. مطر
اليوم أنا حزينة.. أريد أن أعيش هذا الحزن، أن أقوم بكل طقوسه كما يليق به.. أسمع همس الشاعر..هذا الخراب الذي بداخلي لم يولد معي، أقسم لكُم أيها الناس، إنه لم يولد معي، لقد كنت ناصعاً كغيمة، كزهرة. لم يعد هنالك وقت لننسى الألم.. كبُرنا فجأةً والعمرُ مرَّ سريعاً. الكبرياء أن تقول لا شيءَ يحدث، وكل الأشياء تحدثُ بداخلك.