تغيير العادات يضعف إنتاجية الموظف خلال شهر رمضان المبارك

دمشق – دينا عبد:

تظهر جدلية العلاقة بين الصيام و إنتاجية الموظف في العمل في شهر رمضان المبارك؛ على الرغم أنه لا توجد أية إحصائيات تظهر أن للصيام تأثيراً على إنتاجية الموظف.
ترى كندة – موظفة – أن سلوكيات الموظفين تتغير نتيجة تغير بعض العادات وخاصة قلة ساعات النوم والسهر لوقت السحور، وربما هذا الأمر قد ينعكس سلباً على أداء الموظفين في رمضان بشكل عام فيؤثر على إنتاجيتهم، وبالتالي يصعب على الموظف الصائم في شهر رمضان أداء أعماله اليومية بفاعلية حيث تنخفض لديهم مستويات الطاقة ويميلون إلى الشعور بالتعب والإرهاق خلال وقت قصير.
وكذلك برهان الموظف في إحدى الدوائر الحكومية بين أن دوام شهر رمضان من أكثر الأشياء ثقلاً وإرهاقاً على الصائم نتيجة السهر لوقت متأخر من الليل، مبيناً أن تأخير الدوام إلى التاسعة صباحاً بدلاً من الثامنة يؤدي لقتل الحيوية والنشاط اللذين اعتاد عليهما الموظف.

خبير تنموي: استعادة النشاط تختلف من إنسان لآخر بحسب صبره وقوة إرادته وتحمله ونفسيته وطبيعته

وتعتبر سماهر  – معلمة – أن أحد أهم  أسباب تراجع إنتاجية الموظف هو السهر وليس الصوم، فالمدخنون هم الأكثر تذمراً وغضباً في التعامل مع المراجعين مع أنه من المفترض أن يكون الصائم أكثر إنتاجية وسمواً في أخلاقه وتعامله مع الآخرين.
ومن الملاحظ بحسب “رؤى” الموظفة في إحدى الوزارات، أن معظم الموظفين يلجؤون إلى الحصول على إجازاتهم السنوية خلال هذا الشهر بالذات وبالتالي تكون الإنتاجية أقل عن باقي الفترات في السنة.
بدوره أكد خبير التنمية البشرية محمد خير لبابيدي لـ”تشرين”، أن الإنسان أسير عاداته وإذا تغير ما اعتاد عليه بالتأكيد سيؤثر ذلك سلباً على أدائه، لذا نرى أداء بعض الموظفين في الأيام الأولى من شهر الصوم تسوده حالة من الخمول والتثاقل والعصبية وهذا بالعموم يعود سببه لفقدانهم فنجان القهوة الصباحي المعتاد وبعضهم فقد لفافة التبغ اليومية والتي اعتاد على تناولها كلما خطرت في باله وإلى غير ذلك من الأمور المعتادة التي أصبحت محرمة في نهار الصوم.
لافتاً إلى أنه ومع تعود الإنسان على عادات جديدة فرضها الصوم، عليه أن  يبدأ باستعادة نشاطه وحيويته نتيجة تأقلمه مع عادات جديدة أصبحت مألوفة بالنسبة له، ولا ننسى أن المدة الزمنية التي يتطلبها الموظف ليستعيد نشاطه وحيويته تختلف من إنسان لآخر بحسب صبره وقوة إرادته وتحمله ونفسيته وطبيعته.
وبين لبابيدي أن الصيام يشكل بعض التعقيدات في حالة بعض الموظفين الصحية، لذا قبل البدء بالصيام على الصائم الحصول على استشارة طبية قبل البدء به.
ونصح خبير التنمية البشرية بإنجاز الأعمال في ساعات الصباح الأولى، وذلك لأن نسبة تركيز الشخص حتى لو كان صائماً تكون عالية ولاسيما في المهام التي تحتاج إلى طاقة ودقة وحسابات، فبعد عدة ساعات سينخفض حتماً مستوى التركيز تدريجياً إلى أن يصل لدرجة لا يستطيع معها التركيز.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار