إن غداً لناظره قريب
بدأ الاستنفار الوزاري، بعقد الاجتماعات، ودراسة التحديات ووضع المقترحات، وصولاً لتسويق موسم الحمضيات الذي بدأت بشائره.
فموسم الحمضيات هذا العام مبشر حيث يشهد زيادة بالإنتاج عن الموسم الماضي، وقد بلغت التقديرات الأولوية للإنتاج ٨٢٥ ألف طن، ٨٠٪ منها في محافظة اللاذقية و٢٠ ٪ بمحافظة طرطوس.
اجتماع الوزارات المعنية بالتسويق هذا العام جاء مبكراً، على غير العادة، وهذا مبعث تفاؤل لدى مزارعي الحمضيات، بعد أن فقدوا الأمل خلال المواسم السابقة، من ناحية التسويق والأسعار من جهة، ومعاناتهم الكبيرة لتأمين مستلزمات الإنتاج والتقنين الجائر الذي حرم أشجارهم من المياه وقد أصابها العطش الشديد، الذي أثر على نمو الثمرة من جهة أخرى.
نأمل أن تثمر هذه الاجتماعات عن تحضيرات حقيقية لتسويق إنتاجنا من الحمضيات، من خلال تذليل الصعوبات وخاصة تأمين أسطول نقل يعمل على تسويق المادة داخلياً، بأسعار مجزية، إضافة إلى فتح خطوط خارجية للتصدير.
وأن تأخذ السورية للتجارة دورها الحقيقي في التسويق، والإسراع لوضع الأسعار التأشيرية لها حتى نحمي المزارع من السماسرة والتجار.
إنتاجنا من الحمضيات يستحق أن نوفر له كل مقومات الدعم لتسويقه، خاصة أن الحمضيات السورية معروفة بنظافتها وخلوها من أي أثر متبق، وغزارة العصير فيها وتلونها …
و يجب ألا يغيب عنا بأن موسم الحمضيات، يعتبر من المحاصيل الاستراتيجية لسكان الساحل السوري، فأكثر من ٥٧ ألف عائلة تعمل في حقول الحمضيات بمحافظتي اللاذقية وطرطوس وهي مصدر دخلها الوحيد.
دعم المزارع في تأمين متطلبات الزراعة وتسويق إنتاجه وحمايته حق وواجب فهل ستتحول معادلة مزارعي الحمضيات هذا العام من الخسارة إلى الربح ونعيد لهذه الزراعة ألقها ونحميها من التراجع فلننتظر…
إن غداً لناظره قريب… وعندها إما نقول شكراً لجهودكم أو نقول (على الوعد يا كمون).