23 عاماً على رحيل القائد المؤسس حافظ الأسد.. «الوطن صامد الوطن شامخ»
تشرين – مها سلطان:
(الوطن غال.. والوطن عزيز.. والوطن شامخ.. والوطن صامد.. لأن الوطن هو ذاتنا، فلندرك هذه الحقيقة، ولندافع عنها بكل ما نستطيع).
.. وكان الوطن هو القضية وهو النهج، الغاية والهدف والأمل «يعلو ولا يُعلى» وكان قائدنا المؤسس الخالد حافظ الأسد «رجل الوطن» قائد سورية وأملها وخلاصها وبانيها.
ربما لم يمر يوم منذ بدأت المؤامرة الإرهابية على سورية في عام 2011، لم يكن فيه هذا القول (أعلاه) حاضراً، علماً أننا كسوريين نحفظه غيباً، صوتاً وصورة، وكأن القائد المؤسس حافظ الأسد يخرج علينا في كل يوم ويقوله لنا، ليثبّت عزائمنا ويرسخ إيماننا بأن وطناً بناه حافظ الأسد لن يسقط ما دمنا نحن كسوريين نرفعه قضية ونهجاً وغاية وهدفاً.. كيف لا وسورية يقودها خير خلف لخير سلف، الرئيس بشار الأسد «رجل الوطن».
لا يحتاج السوريون ليستعيدوا ذكرى رحيل القائد المؤسس حافظ الأسد والتي يصادف اليوم ال10 من حزيران ذكراها الـ 23 وهم الذين خلدوه في حياتهم حيّاً أبداً.. ولا تحتاج سورية الدولة الصامدة المناضلة لتستعيد ذكرى بانيها وهي التي في كل يوم تؤكد للعالم أجمع أنها لن تحيد عن نهجه الوطني القومي الراسخ المتجذر في كل حبة تراب فيها وفي كل حجر، في كل بيت وشارع وقرية ومدينة.. وفي قلب كل سوري. هذا السوري الذي أعلى القائد المؤسس حافظ الأسد من شأنه ليكون «غاية الحياة.. ومنطلق الحياة».
وإذ يُحيي السوريون ذكرى الرحيل، فإنهم يفعلون ذلك ليكون بمثابة إعلان سنوي منتظم بأنهم ما زالوا وسيبقون «شعب القائد الذي لم يوقع»..لا استسلام، لا هزيمة، ولا انهزام ولو قيد أنملة.. ولأنهم شعب قائد لم يساوم يوماً على حبة من تراب الجولان أو فلسطين أو أي أرض عربية، فهم يمتلكون كل عنفوان الشموخ والصمود والدفاع الذي زرعه القائد المؤسس فيهم، في سورية، ليكون النصر، وتكون القوة والمنعة والازدهار، مستقبلاً مُستحقاً لهم.
وكما أن القائد المؤسس أبى أن يورثهم اتفاقات الذل والهوان، فهم صامدون ثابتون بوجه مؤامرات وحروب وحصارات تريد أن تفرض عليهم اتفاقات الذل والهوان. لقد قالها قائدهم لكل الدنيا: «أفضّل أن أورّث شعبي قضية يناضلون من أجلها، خير من أن أورثهم سلاماً مُذلاً يخجلون منه».. فكيف لسورية أن تُذلّ؟
(..نجيد اللعب على حافة الهاوية وإن سقطنا نسقط على جثث أعدائنا). قول أيضاً يحفظه السوريون غيباً، بل يؤكدونه في كل محطة فاصلة في تاريخ بلادهم، يؤكدونه مساراً نضالياً مُشرفاً يحسب له العدو ألف حساب، لذلك هو في كل مؤامراته كان رهانه على كسر هذا المسار، لكنه رهان خاسر في كل مرة، ففي كل مرة يرتد محملاً بهزائمه.. وهو سيُهزم مجدداً مهما طال زمن الهجمة الإرهابية الشرسة التي يشنها على سورية وشعبها منذ عام 2011.
(.. وإن سقطنا نسقط على جثث أعدائنا) والعدو خبر تاريخياً وواقعاً هذه المعادلة منذ حرب تشرين التحريرية عام 1973 وتحول سورية بفضل القائد المؤسس حافظ الأسد إلى رقم صعب في المعادلات الإقليمية.
أيضاً من أقوال القائد المؤسس التي يحفظها السوريون (.. لسنا هواة قتل وتدمير، وإنما نحن ندفع عن أنفسنا القتل والتدمير، لسنا معتدين ولم نكن قط معتدين، ولكننا كنا وما نزال ندفع عن أنفسنا العدوان)..(نحن لا نريد الموت لأحد، وإنما ندفع الموت عن شعبنا، إننا نعشق الحرية ونريدها لنا ولغيرنا، وندافع اليوم كي ينعم شعبنا بحريته).
لماذا نعرض هذه الأقوال؟
لأنها الأكثر تجسيداً لما تعيشه سورية وشعبها منذ عام 2011 حيث فصول المؤامرة الإرهابية ضدها ما زالت تتوالى، لتنتقل إلى مستوى جديد متمثل بـ«حرب تجويع» تستهدف حرمان السوريين حتى من «كسرة الخبز» فإذا لم تدفعهم الحرب إلى الاستسلام فلا بد أن يدفعهم الجوع إلى ذلك.. يا لغباء الرهان!
ألم يقل القائد المؤسس إن «الإنسان هو غاية الحياة».. الإنسان هو اللبنة الأولى في بناء الوطن، بناء الإنسان هو بناء للوطن، وكان الإنسان السوري الأساس في نهج القائد المؤسس، فعمل على تسليحه بالوعي والإيمان بوطنه وأمته، وتحصينه بالعلم والمعرفة، فكان التعليم لكل السوريين مجاناً في كل مراحله. كان القائد المؤسس مؤمناً بشعبه وبما يختزنه من قدرات وطاقات وإمكانات تدفع به للارتفاع إلى القمم والوصول بالوطن إلى أسمى مراتب الشرف والرفعة.
لا يمكن للتاريخ إلا أن يُسجل للقائد المؤسس حافظ الأسد أنه وحّد سورية هوية وأرضاً وجيشاً، عقيدة ومساراً ونضالاً، وأنه أوصل سورية لتكون ضرورة في جميع القرارات الإقليمية والدولية، أن تكون سورية دولة قائدة مستقلة القرار والإرادة، قوية بذاتها، ومصدر قوة لحلفائها وليس العكس.
سيُسجل التاريخ، وبفعل كل ما جرى ويجري منذ 23 عاماً على رحيل القائد المؤسس حافظ الأسد، أن سورية بقيادة حافظ الأسد كانت الدولة المتفردة في المنطقة. حققت ورسخت استقلالاً كاملاً، ونجحت في تحصين نفسها بالاكتفاء الذاتي عبر بناء اقتصاد متين قائم على المصلحة الوطنية ومن دون اللجوء إلى الديون والمساعدات الخارجية، رسخت دولة القوانين والمساواة، وبنت جيشاً عقائدياً قادراً على حماية الأرض والمواجهة وتحقيق الانتصارات.. كل هذا كان ولايزال مستهدفاً بحرب إرهابية تتوالى فصولاً وتستنزف مقدرات الوطن وطاقاته.. بشرياً واقتصادياً.. ثروات وخيرات.
كل هذا يُسجله التاريخ والسوريون لقائدهم المؤسس حافظ الأسد، فكيف يمكن ألا يكون هذا القائد حيّاً بينهم، وكيف لسورية إلا أن تستمر عنواناً ومنارة للصمود والتصدي والنضال وفيها خير خلف.. القائد بشار الأسد.