هذا قائدنا.. وهذه هي سوريتنا
مها سلطان
حتى لرفة عين.. لم يكن هناك متسع، وهي التي لا تتجاوز في وقتها أجزاء من الثانية.
كان لا بدّ أن تكون عيوننا ثابتة شاخصة باتجاه ما تنقله الكاميرات، وما يُفشيه المراسلون من تسريبات، وما يطلقه جيش من المحللين والمراقبين على مسامعنا.. كل التفاصيل تهمنا، كيف لا فهذه سوريتنا تعود؟
كان لا بدّ لعيوننا أن ترصد وتلاحق كل خطوة، كل التفاتة، كل مصافحة، كل حديث جانبي وإن كنا فعلياً لا نسمع ما يُقال، ولكننا نستطيع قراءة الوجوه وفهمها، وملاحقة الفعل ورد الفعل لنعرف، لنفهم، ولنستبق الحدث، استعجالاً وتفاؤلاً وزهواً.
هذه حالنا نحن السوريين وقد تحلّقنا حول الشاشات، عيوننا تبحث عن صورة واحدة فقط، صورة رئيسنا وقائدنا الرئيس بشار الأسد.
عيوننا كانت معه.. وقلوبنا بالتأكيد.
في لحظة لم نملك، ولا نريد أن نملك السيطرة على الفرح والتفاؤل الذي اجتاحنا ونحن نرى رئيسنا الرئيس الأسد يطل، يتقدم خطوات، يقابلها المثل من نظراء له ومسؤولين عرب، يتبادل معهم التحيات والأحاديث ويتلقى عبارات التأهيل والترحيب.
في لحظة لم نملك ولا نريد أن نملك السيطرة على أعصاب تمسكت بأن تبقى مشدودة ترصداً وترقباً حتى ونحن نرى رئيسنا وقائدنا يشق طريقة باتجاه مقعد سورية.. هنا فقط سنأخذ نفساً عميقاً.. نهلل ويعلو صوتنا بكل تلك العفوية والمحبة اللتين طالما اشتهرنا بهما نحن السوريين.
لم نملك إلّا أن نهلل ويعلو الصوت ونحن نرى ونسمع الترحيب بحضور الرئيس بشار الأسد لهذه القمة، وصدور قرار جامعة الدول العربية بشأن استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية، في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية.
وهذا ما تريده سورية، المستقبل المشترك للأمة، لجميع الأمة على قاعدة الحق في الأمن والاستقرار للجميع، وعلى قاعدة العمل العربي المشترك حيث يعوّل على القمة العربية المنعقدة في جدة لإعادة إحياء العمل العربي المشترك وبجميع الاتجاهات.. وسورية ركن أساسي فيه.
أما اللحظة الفاصلة التي انتظرناها فهي رؤية رئيسنا وقائدنا يتصدر مشهد القمة بكلمة ركز فيها بشكل أساسي على اتجاهين أساسيين: العمل العربي المشترك، والعروبة، التي نحن في القلب منها كما هي في قلب سورية، ومنها ننطلق لتحقيق «التنمية والازدهار بدلاً من الحرب والدمار»..«هذه فرصتنا التاريخية لإعادة ترتيب شؤوننا بأقل قدر من التدخل الأجنبي» يقول الرئيس الأسد، مؤكداً ضرورة إعادة التموضع عالمياً لنكون جزءاً فاعلاً في عالم جديد يتكون.
لفترة طويلة سيستمر زخم القمة العربية إقليمياً ودولياً، لكن الأهم هو المرحلة المقبلة وكيف سنرى ترجمة لمخرجات هذه القمة، وموقع سورية منها.