ملف «تشرين».. تفاؤل بحلّ المشكلات المعوقة للتبادل التجاري بين سورية وروسيا.. رئيس مجلس الأعمال المشترك يتحدث عن أولويات الصناعة والتجارة الروسية
تشرين- إبراهيم غيبور:
تتميز العلاقات الروسية – السورية، التي وصلت إلى مستوى استراتيجي، بقوتها واستقرارها تاريخياً، حيث تشمل مختلف مجالات التعاون والتفاعل. وبرأي رئيس مجلس الأعمال الروسي- السوري الدكتور لؤي يوسف فقد كانت الجمهورية العربية السورية تقليدياً ولا تزال أحد شركاء روسيا وحلفائها الرئيسيين في الشرق الأوسط، والمشروعات الاستثمارية الكبيرة التي تنفذها الشركات الروسية، مثل إعادة بناء الجزء المدني من ميناء طرطوس، وتحديث مصنع الأسمدة المعدنية في حمص، وإصلاح عدد من حقول النفط والغاز، ومصانع التكرير، تمثّل حافزاً قوياً لتطوير اقتصاد الجمهورية العربية السورية ونمّوه بشكل كلّي.
وأضاف يوسف في تصريحه لـ”تشرين”: يعدّ تطوير وتعميق التعاون التجاري الروسي – السوري إحدى أولويّات النشاط الدولي لغرفة التجارة والصناعة لروسيا الاتحادية في الشرق الأوسط، حيث تعتمد غرفة التجارة والصناعة الروسية على مجلس الأعمال الروسي – السوري في تنفيذ هذا العمل، فيتمّ التواصل الفعال والاتصالات بين الشركات الروسية والسورية بأشكال مختلفة، في المقام الأول برعاية غرفة التجارة والصناعة في روسيا الاتحادية، وفي منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، ومنتدى يالطا الاقتصادي الدولي، ومنتدى الاستثمار الروسي في سوتشي، ومعرض دمشق الدولي.
وأشار يوسف إلى أن العقوبات المتبادلة بين روسيا والغرب – بعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكراينا – دفعت الكثير من الشركات الروسية إلى البحث في الدول الحليفة والصديقة عن أسواق بديلة لتصدير منتجاتها وشراء منتجات تلك الدول.
وفي هذا الصدد توجهت إلينا بعض الشركات الروسية التي ترغب بتصدير منتجاتها إلى سورية بعدما كانت تصدرها إلى أوروبا من مواد البناء والسيراميك وألواح الزجاج الشفاف والملون التي تصنع بأحدث التكنولوجيا وأيضاً الزيوت النباتية والحبوب ولحوم الدجاج الحلال والخضار والفواكه وغيرها الكثير. بالمقابل هناك شركات روسية ترغب بشراء زيت الزيتون ومختلف أنواع الكونسروة من سورية إلى السوق الروسية.
ولذلك نرى أنه من المهم بمكان استغلال هذه الفرصة الناشئة لتنمية وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين رجال الأعمال الروس والسوريين، وللدخول إلى السوق الروسية بأوسع أبوابها بعدما كان ذلك من قبل متعذراً لوجود شركات أوروبية كبيرة احتلت مكانها في هذا السوق والمنافسة معها صعبة جداً.
وفي ضوء ما تقدم بيّن الدكتور يوسف أن هناك بعض الأساسيات التي يجب العمل عليها لزيادة التبادل التجاري ووضع خريطة طريق وتعزيز البيئة المناسبة أبرزها إيجاد حل جذري للمدفوعات والتحويلات البنكية بالعملات الوطنية بين روسيا وسورية في عملية الاستيراد والتصدير المتبادلة، بحيث لا تحتاج إلى توفير القطع الأجنبي، واعتماد مصرف سورية المركزي لإحدى مؤسسات الصرافة السورية في موسكو والمدن الروسية الكبرى، وكذلك السماح للمصدرين السوريين إلى السوق الروسية بسحب كامل المبلغ النقدي لأسعار بضائعهم من حساباتهم المصرفية، إضافة إلى زيادة رحلات الشحن البحري وتوسيع شبكات الربط الجوي بين البلدين، ومنح امتيازات للبضائع السورية المصدرة إلى روسيا والعمل على الحصول على الإعفاءات الجمركية بين البلدين، والسماح باستيراد جميع البضائع الروسية المطلوبة للسوق السورية وحذفها من الدليل التطبيقي الموحد لمنح الموافقات لإجازات الاستيراد، وتفعيل نشاط شركات التأمين الروسية والسورية بِشأن تأمين البضائع التي يتم تصديرها واستيرادها بين البلدين.
وختم يوسف بأن الزيارة التي يقوم بها السيد الرئيس بشار الأسد إلى موسكو ولقاء نظيره الرئيس فلاديمير بوتين ستقود إلى نتائج ملموسة في التعاون الاقتصادي بين البلدين وحل المشكلات العالقة التي تعوق التبادل التجاري المطلوب.
اقرأ أيضاً: