العالم يتجه شرقاً.. ماذا لو اتحد العرب!!!..
تشرين- بارعة جمعة:
“نرحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية”، عبارة كانت الأكثر شعبية في الأوساط العربية والعالمية، الخطوة مهمة وستقود الجميع لتعزيز الأمن والاستقرار، هذا هو لسان حال الأغلبية.
ما قدمته زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للصين في شباط من محادثات، كانت الأساس لتشكيل مفاوضات جديدة وجادة للغاية، الحوار كان صريحاً وشفافاً وشاملاً وبنّاءً، استطاع حلّ سوء التفاهم والتطلع للعلاقات بين طهران والرياض، ما سيعزز الاستقرار والأمن الإقليميين، ويزيد التعاون بين دول الخليج والعالم الإسلامي، وتطرقت لسبل معالجة مسببات الخلاف بين البلدين واحترام سيادة البلاد.
رؤى سياسية
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان رأى أن سياسة حسن الجوار التي تنتهجها حكومة إبراهيم رئيسي تسير بالاتجاه الصحيح، بينما استئناف العلاقات مع إيران وفق رؤية نظيره السعودي فيصل بن فرحان تنطلق من رؤية بلاده القائمة على تفعيل الحلول السياسية، حيث إن دول المنطقة يجمعها مصير واحد وعليها أن تتوحد لأجل الازدهار.
ما تم العمل به ضمن الاتفاق كان نتيجة زيارة ومباحثات الرئيس الصيني مع السعودية
الترحيب العربي والعالمي بالاتفاق الإيراني – السعودي لاقى نصيبه من الدهشة، كما أن للوساطة الصينية التي أثارت الجدل دوراً في البحث والتساؤل، ليبقى لدورها الكبير المتمثل بوصفها الأكثر استهلاكاً للنفط في العالم، وبمعدل 20 مليار دولار يومياً السبب الرئيس في دخولها هذا المضمار، بين دولتين تعدان المُصدّر الأساس لهذه المادة للصين من حيث حجم الاستهلاك برأي الخبير السياسي بسام أبو عبد الله.
ويتابع أبو عبد الله بالقول: الاقتصاد الصيني ضخم ويشكل 37% من البضائع في العالم، وهو عامل يجعل من قيامها بدور الوساطة هدفاً لها لنشر الهدوء وفق قاعدة رابح رابح، مشيراً إلى أن السياسة الأمريكية مكشوفة، تقوم على التناقض وتعزيز الفتن والحروب، وتدمير أي احتمال يجعل الصين قادرة على تأمين مصادر طاقة مستدامة، التي تقع ممراتها في باب المندب وهرمز ضمن السيطرة الإيرانية، والتي دون هذا الاتفاق ستبقى معلّقةً وستنعكس على الصين حتماً.
علاقات ضمن المصالح المشتركة
ما تم العمل به ضمن زيارة رئيس الصين للسعودية والاتفاقيات التي وقعت كانت نتيجة مباحثات بينهما، والتوجه الصيني اليوم هو دعوة للاستقرار وقيام علاقات ضمن ثقافة المصالح المشتركة، ومبدأ الربح للجميع، والدول بدأت تفكر في مصالحها وسط تطورات عالم متعدد الأقطاب لم يستقر بعد، لكن ما بات واضحاً هو وجود كتل إقليمية ودولية وفق رؤية أبو عبد الله.
الغرب لم يعد قادراً على الاستمرار بسياسة الهيمنة التي ولّت اليوم بعد 500 عام
كما أن الغرب لم يعد بمقدوره الاستمرار بسياسة الهيمنة التي استمرت مدة 500 عام، وتشكل سورية جزءاً كبيراً من مشروع الحزام والطريق، لكونها معبراً للمتوسط، والمرحلة القادمة في ظل اللقاءات الرباعية «سورية- إيرانية- روسية- تركية»، هي لتذليل العقبات، وهنا يبرز دور موسكو في دخول العالم مرحلة جديدة.
المنطقة اليوم وفق أبو عبد الله أمام تحولات ستنعكس على سورية، الدولة المحورية فيها، إلّا أن الأمور ستأخذ وقتها للنضوج، كما أنها سريعة ومتسارعة ومرتبطة بحرب أوكرانية وتحولات كثيرة، إلّا أنها نقطة تحول تاريخية وتدريجية، وهناك سعي لتغيير واقع نظام العلاقات الدولية.
إلّا أن العرقلة الأمريكية موجودة، وحجم الفشل لدى كيان الاحتلال كبير، الذي عكسه الاتجاه العالمي الجديد، وهو الذي عبّر عنه الإعلام العبري بقوله: «أدركت السعودية أن السبيل الوحيد لتأمين بلادها هو الاتفاق مع إيران، هذا أسوأ شيء يمكن أن يحدث في هذا الوقت»، فماذا لو اتحد العرب!!!