غرب لا يعرف الإنسانية.. و«معارضة» وقحة!
تشرين- أ. كريمة الروبي:
هل فاجأكم الغرب بموقفه تجاه سورية بعد كارثة الزلزال؟
أوروبا التي تآمرت على سورية بأوامر أميركية، تستكمل خضوعها للبيت الأبيض، وتمتنع عن إرسال مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري الذي شاهد العالم كله حجم المأساة التي تعرض لها بعد الزلزال المدمر في 6 شباط الماضي.
الدمار الذي خلفته الحرب، كانوا يلومون الدولة السورية فيه، ويقدمون التقارير المفبركة والقصص الإخبارية التي نسجها عملاؤهم وإعلامهم المضلل، كما يلقون باللوم أيضاً على الحكومة السورية فيما وصلت إليه حال البلاد بسبب العقوبات، أما الزلزال فلا يجدون طريقة للوم الحكومة السورية، وبات الأمر كاشفاً لمدى وحشيتهم وافتقارهم للحد الأدنى من الإنسانية التي يتشدقون بها ليل نهار، فهرعوا لنجدة تركيا التي لم يطلها حصار ولم تعانِ من حرب، وتركوا سورية المنكوبة وحدها تتجرع مرارة الحرب والعقوبات والزلزال رغم مناشدتها الاتحاد الأوروبي بمساعدتها في الأزمة، لكن سيدهم القابع في البيت الأبيض لم يمنحهم الإذن بتقديم مساعدات تحفظ ماء وجههم، في حين أن المساعدات العسكرية تتدفق على أوكرانيا لمحاربة روسيا خدمة لمصالح أمريكا حتى لو على حساب مصالحهم!
الغرب لم يجد طريقة للوم الحكومة السورية على الزلزال فعمد إلى كذبة تمييزها للمساعدات ومنع وصولها إلى كل المتضررين
نعلم جميعاً أن القرار الأمريكي بتعليق العقوبات لمدة 6 أشهر هو قرار شكلي، اضطرت الإدارة الأمريكية للإعلان عنه، لكنها في الوقت ذاته تمسك بالعصا وتلوح بها للجميع ولا يجرؤ أحد منهم على تقديم أي مساعدات إنسانية «فيما عدا إيطاليا وقبرص»، زاعمين أن الحكومة السورية تمنع المساعدات من الوصول إلى المنكوبين!.. ثم تنتشر الكذبة كالنار في الهشيم، فلا هم يقدمون مساعدات ولا يشجعون غيرهم بل يحذرون من تقديمها.. هل رأيتم وقاحة كهذه من قبل؟
نعم هناك من هم أكثر وقاحة.. الكيان الغاصب الذي لم يتوقف عن الاعتداء والقتل بحق الشعب السوري حتى في ظل كارثة الزلزال، فبعد أقل من أسبوعين من الزلزال اعتدى هذا الكيان على دمشق ونفذ عدواناً أدى إلى استشهاد 15 سورياً، وفي السابع من آذار الجاري اعتدى على مطار حلب الذي يستقبل المساعدات الخاصة بضحايا الزلزال، فهل هناك وقاحة وخسّة أكثر من ذلك؟
نعم.. إنها من تسمى «المعارضة» التي تحمل الجنسية السورية وتهلل لطائرات العدو وهي تقصف بلدها، وتنفذ خططه الساعية لتقسيمها، ولم تكتفِ بذلك بل تسعى بكل قوتها من أجل قتل المزيد من السوريين بالموت البطيء، بالحصار الذي يعلمون جميعاً تأثيره في الحياة التي لا يمكن بأي حال أن يطلق عليها حياة، يعلمون أن المشافي لم تعد قادرة على إنقاذ المرضى، وأن هناك نقصاً في حليب الأطفال، كأن حليب الأطفال يستخدم في صنع الأسلحة المحرّمة دولياً، ويصرحون بذلك بلا استحياء، بل يتفاخرون بعلاقتهم الوطيدة بالبيت الأبيض، ويتبجحون بمجهوداتهم المضنية لإقناع أعضاء الكونغرس الأميركي بتبني قانون من شأنه تشديد العقوبات على سورية ومنع أي نية للخضوع لأي ضغوط دولية لتخفيفها.. إنها «المعارضة» الوقحة التي تفوقت على العدو في الخسّة والجبن والنذالة.
فقد ذهبت مجموعة ممن يطلقون على أنفسهم معارضة تحت مسمى «المجلس السوري الأميركي- التّحالف الأميركيّ من أجل سورية» إلى لقاء عدد من أعضاء الكونغرس لإقناعهم بتشديد العقوبات على سورية، وانتهت جهودهم بطرح لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي مشروع قرار قدمه ثلاثون عضواً من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وإليكم بعض بنوده، حيث تواصل «المعارضة» مساعيها للحصول على تأييد أكبر عدد ممكن من أعضاء الكونغرس حتّى يقرها في مجلس النوّاب ويُرسل لمجلس الشيوخ:
١- إنشاء آلية رسمية لمراقبة المعونات المقدمة من الولايات المتحدة إلى سورية بحجة ضمان وصول المساعدات لمن يستحقّها فعلاً.
٢- يرسل النصّ رسائل سياسيّة مهمّة إلى إدارة بايدن من الحزبين، وصولاً إلى الحصول من الكونغرس على رد مضمونه «استغلال الدولة السورية للمأساة» لرفع العقوبات عنها «تحت دعوى أنها تعوق جهود الإغاثة الدولية».
كما يطلب من إدارة بايدن «الالتزام بحماية الشعب السوري عن طريق تطبيق قانون قيصر»، هذه الرّسالة بالذّات مهمّة جدّاً ولاسيما في أعقاب تعليق الإدارة بعض العقوبات لستّة أشهر.
3 – ومن ضمن البنود أيضاً أن يثني الكونغرس على جهود المنقذين والمسعفين والعاملين والمنظّمات الإغاثيّة «البطولية» على خطوط التّماس الأولى، ولاسيما منظمة «الخوذ البيضاء» ويحثّ المجتمع الدّولي على تقديم الدّعم لهذه الكوادر.
تلك بعض بنود مشروع القرار الذي يسعى إلى تشديد العقوبات على الشعب السوري وتقديم المساعدات لما تسمى منظمة «الخوذ البيضاء» الإرهابية التي تحدثنا في مقال سابق عنها كمنظمة «إغاثية» داعمة للجماعات المسلحة وتقدم تقارير مفبركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية لإدانة الدولة السورية.
أوروبا ترفع شعارات إنسانية، لكنها لا تعرف للإنسانية معنى، وهي عاجزة وتابعة للقرار الأمريكي، ما يعني أن الإعلان الأمريكي بتعليق العقوبات لمدة 6 أشهر هو مجرد قرار مع إيقاف التنفيذ، وتظل سورية تواجه وحدها كل الظروف وقادرة رغم ذلك على تخطّي كل الأزمات
كاتبة من مصر
اقرأ أيضاً: