أوكرانيا والصيف الساخن.. هل يخطئ بايدن بين باب السلام وباب جهنم؟
تشرين- ميشيل كلاغاصي:
على الرغم من إدراك الولايات المتحدة وحلف «ناتو» وحلفائهما الأوروبيين, استحالة انتصار أوكرانيا, على مدى العام الأول للمواجهة, ووسط المشاهد اليومية لتقهقر القوات الأوكرانية وتراجعها, وخسارتها الموقع تلو الموقع, ما زال فريق الحرب على روسيا يعلن وبشكلٍ شبه منتظم عن تزويد كييف بالمزيد من الدبابات وقطع المدفعية وأنظمة الدفاع الجوي ومختلف أنواع الأسلحة، بما في ذلك الطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر القتالية, على الرغم من إدراكهم أن تزويدها بدبابات الـ«ليوبارد» أو بطائرات الـ «F-16»، سيحول المواجهة إلى شكلٍ مختلف, وسيكون الرد الروسي سريعاً وقاسياً حسب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
إن تزويد أوكرانيا بمئات الدبابات وآلاف المعدات السوفييتية القديمة المتوفرة لديهم خلال عام 2022, سمح للقوات الأوكرانية بالصمود لمدة عام كامل، في وقتٍ أظهر فيه فريق الدعم الأمريكي والغربي بعض التحفظ لإرسال الأسلحة الغربية، لعدم توفرها أصلاً في مستودعاتهم بالكميات الكافية, وصعوبة إنتاجها خلال وقتٍ قياسي, ناهيك بمخاوفهم من رؤيتها وهي تنصهر وتُدمر أمام ضربات الجيش الروسي القوي, الأمر الذي سيطيح بمبيعاتهم العسكرية وسمعة مصانعهم ومنتجاتهم الحربية.
لقد تسببوا بإحراج القوات الأوكرانية, وتعريضها لخسائر ميدانية في عديد المواقع, ناهيك بخسائرها البشرية, وهذا بدوره دفع إلى طرح الأسئلة الجدية حول موعد انهيار الجبهات الأوكرانية بكاملها, وعليه يبدو تردد الغرب واضحاً حيال التزويد النوعي بالأسلحة الغربية, ويريد التأكد من قدرة القوات الأوكرانية على الاستمرار في القتال، وإمكانياتها لتحقيق التوازن والاستقرار وأقله على جبهات التماس.
وعلى الرغم من مصالح الولايات المتحدة بإطالة أمد الحرب على روسيا, لكنها في الوقت ذاته قد تعيد حساباتها وتضبط مساعداتها المالية إن تأكدت من هزيمة أدواتها, ومع ذلك يمكن ملاحظة استمرار الدعم الأمريكي وزيادة تزويد كييف بالسلاح مع نهاية العام الماضي, وهذا يطرح السؤال, هل يعدون العدة لمواجهات الصيف القادم, كما يروج له بعض الساسة الغربيين ووسائلهم الإعلامية؟
وإلى حين بلوغ ساعة الصفر الصيفية, تبدو القوات الأوكرانية مُطالبة بالصمود وتحقيق الاستقرار على الجبهات, من خلال الإمدادات المخطط لها للفترة الحالية, كما تبدو الحاجة ماسة للعمل على كيفية الحد من التقدم الروسي, ومن أجل ذلك تستعد الولايات المتحدة لسيناريوهين محتملين: ستحاول إثارة صدام عسكري بين روسيا وبولندا, وفي حال رفض هذه الأخيرة المواجهة المفتوحة مع روسيا, قد تتخلى الولايات المتحدة عن أوكرانيا, وتتركها لمصيرها, وتنتقل إلى صراع دبلوماسي إعلامي ضد روسيا، وقد تلجأ إلى استفزاز روسيا عسكرياً عبر مهاجمة أحد حلفائها.
أخيراً.. تبدو الولايات المتحدة بطبيعتها العدوانية, ومحاولاتها التمسك بمقعدها القيادي وعالمها الخاص الأحادي القطب, أكثر خطورة وجنوناً مما يعتقده البعض, فالسيناريوهات التي يمكن أو لا يمكن توقعها, قد تدفعها لفعل ما لا يحمد عقباه, خصوصاً أن سيد البيت الأبيض في وضعٍ صحي وذهني صعب, وقد يوافق على ما يخطط له الأشرار في الـ«ناتو» والاتحاد الأوروبي وفي دولته العميقة, ويخطىء اختيار باب السلام, ويقرع باب “جهنم” النووي.