الدبابات الغربية تصعيد جديد لإطالة أمد الحرب على روسيا

تشرين- ميشيل كلاغاصي:
يبدو أن الإعلان الأمريكي عن موافقة الرئيس جو بايدن على إرسال 31 دبابة من طراز «أبرامز M1 » إلى أوكرانيا، بالتوازي مع خروج ألمانيا من حالة التردد، وإقرارها هي الأخرى بإرسال 14 دبابة «ليوبارد 2»، ومنح الدول الإذن بإعادة تصدير هذا الطراز إلى أوكرانيا، هو خطوةً خطرة تشكل عنواناً صريحاً لتأكيد استمرار وحدة الصف الأمريكي – الغربي في دعم أوكرانيا لمواجهة القوات الروسية، ومحاولة لوقف تقهقر القوات الأوكرانية وهزائمها على خطوط التماس المباشر، وتؤكد في الوقت ذاته، انتقال واشنطن و«قطيعها» الأوروبي إلى مرحلة تصعيدٍ عسكري جديد، وإنهاء مرحلة التردد والجدل الدولي حول إرسال تلك الدبابات لمواجهة ما يصفونه نفاقاً وخداعاً بـ«العدوان الروسي».
وقد قوبل القرار الأمريكي – الألماني بردود فعلٍ عديدة، تأرجحت بين التأييد الغربي، ورفض «المعسكر» الروسي، إذ أكد الجنرال الروسي شامانوف: أننا سنحرق الدبابات الألمانية كما أحرقناها في أربعينيات القرن الماضي، كما تحدث وتوعد الرئيس السابق لوكالة الفضاء الروسية دميتري روغوزين بإرسال روسيا الروبوت المتطور «ماركر» إلى جبهات أوكرانية في شباط القادم، وهو القادر على التعامل مع دبابات «ليوبارد» و«أبرامز» بالذخيرة المناسبة تلقائياً، كذلك أكدت شقيقة زعيم كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون، أن العالم سيكون أكثر «إشراقاً» من دون أمريكا، وأننا سنكون دائماً «في الخندق نفسه» مع روسيا، واصفة القرار الأمريكي بنقل دبابات «أبرامز» إلى أوكرانيا بأنه «خطوة حقيرة»، معربة عن ثقتها بأنها «ستُحرق على الأرض وتتحول إلى خردة معدنية».
يُذكر أنه، حسب وسائل الإعلام الغربية, تم الكشف عن هوية بعض الدول التي وافقت وتعهدت بإرسال دباباتها القتالية إلى أوكرانيا لقتال روسيا «الولايات المتحدة الأمريكية 31 أبرامز, المملكة المتحدة 14 تشالنجر 2، هولندا 18 ليوبارد, بولندا 14 ليوبارد, ألمانيا 14 ليوبارد, النرويج 8 ليوبارد», وهذا يدعم ما قاله نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة بأن روسيا تخوض حرباً وجودية والحديث عن الخطوط الحمراء أصبح من الماضي.
من الواضح أن الولايات المتحدة، تملك من النية والإصرار على إحراق العالم, مقابل عدم تخليها عن عرش القيادة، وعن وساوسها بأن روسيا هي عدوها الوحيد، وتعتقد أنها عبر البوابة الأوكرانية قادرة على سحق روسيا عسكرياً واقتصادياً، وقد رسمت البروباغندا الإعلامية وجيشت قطيعها في أوروبا وحول العالم، للسير داخل دهاليز «الرواية الأمريكية»، وما زال الرئيس الأمريكي يدعم ويضخ الأضاليل كما يشاء، وفي هذا السياق أكد مؤخراً، ومن قاعة «روزفلت» في البيت الأبيض: «بوتين توقع أن تضعف عزيمة أوروبا والولايات المتحدة، وانهيار دعمنا لأوكرانيا مع مرور الوقت، لكنه كان مخطئاً منذ البداية وما زال مخطئاً».
إن تظاهر الرئيس الأمريكي بقوة التحالف وقدراته العظيمة، بات بحاجة إلى الإقناع من جديد، بعد نحو عامٍ من الدعم الأمريكي والغربي للقوات الأوكرانية بمختلف صنوف الأسلحة، التي لم تستطع إثبات وحماية نفسها أمام الضربات الروسية الساحقة، وتبدو عملية تعويض الخسائر الحربية بحاجة إلى المزيد من الوقت في المصانع الأمريكية والأوروبية، وعليه اضطر معسكر الشر لتقديم الدبابات النوعية.
ويخطئ المعسكر الغربي بقيادة واشنطن حين يعتقد أن نقل دباباته المتطورة إلى أوكرانيا سيكون قادراً على تجاوز تاريخ وخبرة وشهرة الروس وقوة سلاحهم البري وتحديداً سلاح الدبابات الروسي، بما يجبر الغرب على التفكير الجدي بفترةٍ طويلة لتدريب الجنود الأوكران على تلك الدبابات، وقد يبدو التغلب على هذه المشكلة صعباً حالياً بالنسبة لأوكرانيا، في وقتٍ تتحدث فيه وسائل الإعلام الغربية عن فترة أشهر، بينما يتحدث الخبراء عن أكثر من عام كامل بالحد الأدنى، ويمكن الاستفادة من المعلومات عن برامج التدريب الأمريكية للقوات العراقية والسعودية، التي تطلبت فترة تدريبية لمدة تراوحت من 5 إلى 7 سنوات، وقد يكون من المفيد العودة لحصيلة المواجهات الروسية – الأوكرانية منذ شباط عام 2022, والبحث عن مصير الدبابات الأوكرانية التي دمرتها روسيا وأدخلت فريق الشر الأمريكي في حساباتٍ معقدة.
من المؤكد أن نقل الدروع الغربية إلى أوكرانيا سيؤدي إلى إطالة أمد الصراع، وسيدمر أوكرانيا أكثر فأكثر، لكنه لن يغير النتيجة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار