بمزاعم محاربة الإرهاب.. واشنطن “تغتال” الحياة في سورية
تشرين- هبا علي أحمد:
بالوقوف أمام التصرفات الأمريكية الإجرامية بحق الشعب السوري ومقدراته وحياته وثرواته وقوت يومه، وانطلاقاً من معرفتها ومعايشتها ومعاينتها عن كثب، نستطيع القول بلا شك إن واشنطن لا تحارب الإرهاب حتى بات الحديث عن هذا الموضوع مضيعة للوقت واستخفافاً بالعقول، فما يجري في سورية واضح للعيان، واشنطن تدعم الإرهاب وبالمقابل تحارب الشعب السوري، وتستهدف مقومات حياته وحقه في العيش سليماً مُعافى، وتستهدف أيضاً حقه في الحصول على الدواء والطعام وحتى الشراب، وحقه في الحصول على المعلومة عبر تمويلها قنوات إعلامية لممارسة التضليل الإعلامي، وهذا استهداف مزدوج لحقه وحق الآخرين في معرفة حقيقة ما يجري على الأرض السورية، والمعنى الحقيقي للإرهاب بكل أشكاله، ومن يدعمه، ومن يحاربه.
وباعتبار حديثنا يتعلق بحقوق الإنسان وأبسط تلك الحقوق المنتهكة من واشنطن، نعود لكي نرى ونؤكد المؤكد أن تلك المصطلحات المتعلقة بالإنسان وحريته وحقوقه وما إلى ذلك، كلها بدع أوجدتها الولايات المتحدة لتبني عليها استراتيجية الهيمنة والسيطرة، ولا نبالغ إن قلنا إنها المصطلحات التي قادت بها واشنطن العالم بعد الحرب العالمية الثانية، طبعاً قيادة نحو الفوضى والتدمير الممنهج سياسياً واقتصادياً وثقافياً وحتى أخلاقياً، أي إن تلك المصطلحات هي أدوات لازمة وضرورية لواشنطن مثلها مثل الإرهاب تماماً وربما هي الإرهاب عينه مُغلفاً بتلك التسميات.
كيف يمكن لعاقل أن يرى واشنطن تحارب دولة ذات استقلال وسيادة وتنهب ثرواتها وتحارب قطاعها الصحي ويصدق كذبة محاربة الإرهاب؟ كيف يمكن التصديق بمحاربة الإرهاب بينما هي أبرز أدوات اغتيال مقومات حياة الشعوب وبالأخص الشعب السوري؟
في الحقيقة يجب إطلاق مصطلحات جديدة واعتبارها منهجية تُدرج إعلامياً وتُدرس، وهي حاجة ملحة لمحاربة مصطلحات واشنطن المزيفة، ولا ضير إن تمت أقلمتها وتدويلها.. عندما تقول واشنطن بـ«محاربة الإرهاب» يجب التنويه إلى أن واشنطن تعدّ العدة لاغتيال حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية ومحاربتها ومنع ممارستها أينما حلت وعاثت.. عندما تنهب النفط السوري وغيره من الثروات فهي تغتال كل ما سبق، وعندما نحتاج إلى دواء ولا نحصل عليه نتيجة عقوبات ظالمة وجائرة فهو اغتيال.. بمعنى أدق واشنطن تغتال حياة الشعب السوري وهذه من أكبر الجرائم الإنسانية في التاريخ، وهي أيضاً تغتال حياة الشعوب في اليمن والعراق وليبيا وكوبا وفنزويلا وإيران وحتى أوكرانيا بتأجيجها الصراع.
مثل تلك المنهجية مع الحقائق التي تتجاهلها واشنطن وتبرز خلافها، يُمكن أن تشكل وثائق لمحاسبة ومساءلة واشنطن والغرب عموماً.. صحيح أن الحديث عن ذلك هو من المحال في الوقت الحاضر ولم يحصل سابقاً، لكنها حقائق ووثائق لا بد منها للأجيال اللاحقة، ولاسيما أن النظام العالمي اليوم في طور التغير والتبدل وهذا يسري على منظمات ومؤسسات المجتمع الدولي، التي هي حتى اليوم أدوات في يد أمريكا، وبالتالي التغير اللاحق أو المنشود والمتأمل سيكون في بنية جديدة ونظام جديد وآلية عمل جديدة، عندها تكون الوثائق مهمة للمساءلة والمحاسبة.. صحيح أننا لا نأتي بجديد بالحديث عن مزاعم محاربة الإرهاب من الولايات المتحدة وحلفائها، وصحيح أن الصورة باتت واضحة أكثر من أي وقت مضى، لكن إذ نحن نكرر مثل هذه الموضوعات فهذا ضروري وواجب علينا كما هو حق لنا و للأجيال اللاحقة.
أقرأ أيضا: