«ملف تشرين».. واشنطن المُحاصرة بتفاهمات سوريّة- عربية- إقليمية تهدد بموجة «د*ا*ع*ش*ية» جديدة
الاحتلال الأميركي على طريق الهزيمة الكاملة
تشرين- مها سلطان:
لماذا تحذر الولايات المتحدة الأميركية من أن التقارب السوري- التركي سيعيد إطلاق يد «د*ا*ع*ش» من جديد؟.. لماذا الربط في الأساس بين المسألتين؟.. وكيف يمكن لهذا التقارب أن يطلق يد “د*ا*ع*ش” فيما سيكون أحد أهدافه الرئيسة العمل على هزيمته استناداً إلى توسيع قاعدة التعاون في محاربته والقضاء على إر*ها*به؟
لنتفق أولاً على أن هناك اعتقاداً على نطاق واسع بأن الهدف من التحذير الأميركي إياه هو وقف أو عرقلة خطوات التقارب السوري- التركي.. ولكن كيف يمكن للولايات المتحدة أن تعتقد أن هذا ممكن؟.. هل هو تحذير بمضمون تهديد أنها ستطلق يد “د*ا*ع*ش” رداً على هذا التقارب.. وإلى أي مدى جغرافي سيصل؟.. هل سيصل إلى المدى الجغرافي الذي وصله بين أعوام 2014و 2019 حيث سيطر على مساحات شاسعة في سورية والعراق كاسراً الحواجز والحدود الجغرافية؟
..ولنتفق ثانياً، وقبل أن نستطرد في المزيد من الأسئلة، على أن كلمة «تقارب» ليست هي الكلمة الدقيقة فعلاً لوصف ما يجري بين سورية وتركيا، لأن ما يجري فعلياً هو أن تركيا ومنذ أشهر تنشد الوصل والقرب، فيما الدولة السورية – حتى ما بعد لقاء موسكو الثلاثي في 28 كانون الأول الماضي وما سيعقبه من لقاءات- ما زالت تدرس خياراتها وتنتظر إثبات حسن النيات التركية بخطوات عملية.
تركيا، وعلى مدى سنوات كانت في خدمة الاحتلال الأميركي على مستويات وجبهات عدة.. كانت (وما زالت) شريكة له في الاحتلال وفي سرقة ثروات الشعب السوري وخيرات أرضه.. وشريكة له في ترهيب السوريين وحصارهم اقتصادياً وأمنياً.. وفي العمل على تقسيم سورية أرضاً وشعباً.. ولا ننسى تنظيم “د*ا*ع*ش” الإر*ها*بي نفسه، حيث تآمرت وتواطأت مع الولايات المتحدة في سبيل تمكينه من التوسع والتمدد وارتكاب أفظع الجرائم الإنسانية بحق الشعب السوري.. كل هذا لا ينساه السوريون ولا قيادتهم، ولا يغرَّهم طلب النظام التركي للتقارب، وهم يفهمون دوافعه وأهدافه والتي ليس من بينها التكفير عما ارتكبه بحقهم وحق بلادهم.. ولكنهم في الوقت نفسه يدركون ويتفهّمون «إيجابيات» التقارب وفق قاعدة حصر الجبهات المعادية والتركيز على جبهة أساسية.. ووفق قاعدة الجغرافيا الإقليمية حيث يكون للجوار الجغرافي دور بارز في الحرب وفي السلم.
وعليه.. تُصنّف أميركا على أنها أكبر الخاسرين من التقارب السوري- التركي، فإذا ما تحقق فإن وجودها العسكري الاحتلالي في الشمال والشرق سيكون على المحك، وبما يُطلق مرحلة العد التنازلي لانتهائه. وهي تخطئ إذ تعتقد أنها تستطيع وقف أو عرقلة هذا التقارب. لقد فات الأوان.. ولأنها أكثر من يدرك ذلك كان لا بدّ من الدفع بـ”د*ا*ع*ش” والاستثمار في إر*ها*به مجدداً، ليس في سورية فقط بل والعراق أيضاً، فكلما اتسعت مساحة الإر*ها*ب ، استطاعت الولايات المتحدة ممارسة ضغط أكبر وبما يديم تواجدها الاحتلالي في البلدين.
جميع فلول “د*ا*ع*ش” تتواجد إمّا في سجون أميركا أو تحت أنظارها وتستطيع وفق أجنداتها في كل مرحلة أن تعيد انتشارهم وتجدد مهماتهم الإر*ها*بية
عندما أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 22 آذار 2019 أن «المهمة أنجزت» بهزيمة “د*ا*ع*ش” في سورية «مئة بالمئة» كان متوقعاً أن يترافق هذا الإعلان مع إعلان الانسحاب الأميركي، لكن هذا لم يحدث.. التفت الولايات المتحدة على هدفها المعلن بأن وجودها في سورية هدفه محاربة “د*ا*ع*ش” وهزيمته، وما إن يتحقق هذا الهدف فهي ستنسحب.. وما حدث هو أن إدارة ترامب كشفت الغطاء رسمياً وبالكامل عن أهدافها الحقيقية الخبيثة والخطيرة، وقد أعلنها ترامب صراحة بأن الهدف هو النفط، وبأنه «سيأخذ حصة الولايات المتحدة منه».
انتقلت المهمة من ترامب إلى الرئيس الحالي جو بايدن، ارتأت إدارته أن تنتهج أسلوباً مختلفاً، فعمدت إلى ممارسة نوع من «حملة علاقات عامة» لتحسين صورتها في المنطقة والالتفاف على علانية الاحتلال وسرقة النفط التي جاهر بها ترامب، فزعمت أنها لا تسرق نفط سورية ولا تنتفع منه بل هي تحميه لمصلحة الشعب السوري، وأن «تواجدها شمال شرق سورية هو من أجل الشعب السوري وليس من أجل النفط» فكيف يكون ذلك فيما هي تحاصر هذا الشعب بالعقوبات في خطة ممنهجة لتفقيره وتحويله نهباً لحالة دائمة من العوز والفاقة؟.. وكيف يكون ذلك إذا كان المنتفع الأساسي، وبإعلان أميركي رسمي (من ترامب ثم بايدن) هو مجموعات انفصالية تريد الولايات المتحدة منحها مصدر دخل وإيرادات لتمكينها من السيطرة.. والانفصال لاحقاً، وبما يديم التواجد الاحتلالي الأميركي، باقتطاع جزء واسع مهم وغني بالثروات والزراعات.
لكل ذلك، تصنف أميركا بأنها أكبر الخاسرين من التقارب السوري- التركي. أميركا باتت على يقين من أن النظام التركي -هذه المرة- لا يناور في مسألة التقارب للضغط عليها (كما يفعل عادة).. وأنها لا تستطيع أن تكون مع تركيا ومع أعدائها «الانفصاليين» في الوقت نفسه.. (أردوغان أعرب مراراً خلال العام الماضي عن ملله وسأمه من الأميركيين وسياساتهم، معبراً عن خيبة أمله منهم حتى أنه لم يعد يميزهم: هل هم حلفاء أم خصوم؟).
.. والأهم أن الولايات المتحدة متيقنة من أن أحد أخطر نتائج التقارب السوري- التركي، أن تركيا ستسلم الدولة السورية الأراضي التي تحتلها في الشمال كإحدى استحقاقات التقارب المطلوبة سورياً، ما سيشكل بالمعنى الميداني العسكري حصاراً مزدوجاً لقوات الاحتلال الأميركية، أولاً من الجيش العربي السوري الذي سيحل محل القوات التركية والفصائل المسلحة التي تواليها.. وثانياً من المقاومة الشعبية التي تتسع وتتصاعد وتضع الاحتلال الأميركي في حالة دائمة من التأهب والاستنفار.
ما سبق إطالة لا بدّ منها للوصول إلى مسألة التهديد الأميركي بإطلاق إر*ها*ب “د*ا*ع*ش” من جديد. لا شك في أن الولايات المتحدة تستطيع فعل ذلك، ولا أحد غيرها يستطيع فعل ذلك.. كيف؟
قبل الإجابة، لنعد التذكير بأن “د*ا*ع*ش” -بالإثباتات والاعترافات- هو صنيعة أميركية. هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية، في عهد الرئيس باراك أوباما، وثقته رسمياً في كتابها «خيارات صعبة» الصادر منذ عام 2014 ووثقت دورها كشريك في التصنيع.. وكانت إحدى القضايا الرئيسة في حملة ترامب الانتخابية هو اتهام خصومه الديمقراطيين وعلى رأسهم أوباما وكلينتون بأنهم هم من أسس “د*ا*ع*ش” وموله ونشر إر*ه*ابه في المنطقة لتقسيمها وإضعافها بهدف السيطرة عليها ونهب ثرواتها… هذا لا يعني طبعاً أن إدارة ترامب أفضل، بل هو الإر*ها*ب الأميركي نفسه بإدارات مختلفة.
لنعد إلى تهديد أميركا بإطلاق إرهاب “دا*ع*ش” من جديد.. وكيف؟
أولاً، جميع فلول “د*اع*ش” في سورية (والعراق) تتواجد إما في سجونها وإما تحت أنظارها، وبالتالي هم معروفون لها بالأسماء والأماكن، وتستطيع وفق متطلبات كل مرحلة أن تعيد انتشارهم، ليس في المناطق التي تحتلها فقط، بل أن تنشرهم في مناطق أخرى. فعلياً لم تتوقف هجمات “د*اع*ش” الإر*ها*بية ما بعد ذلك الإعلان الأميركي الشهير بهزيمته في عام 2019. احتفظت الولايات المتحدة بفلوله، كعناصر جاهزة تحت الطلب، للتهديد والترويع، وآخر هجماتهم الإر*ها*بية كان استهداف عمال نفط سوريين أواخر كانون الأول الماضي يعملون في حقل التيم النفطي في ريف دير الزور الغربي وأدى لاستشهاد 12 منهم.
«د*ا*ع*ش المهزوم» مثل «د*ا*ع*ش المنتصر».. في الحالتين هو في خدمة المشروع الاستعماري الأميركي في المنطقة
ثانياً، لا يختلف «دا*ع*ش المهزوم» عن «د*اع*ش المنتصر».. في الحالتين هو في خدمة المشروع الاستعماري الأميركي في المنطقة. «ينتصر» عندما يتراجع هذا المشروع ويتهدده الفشل، و«ينهزم» عندما يتقدم هذا المشروع وتحقق أميركا أهدافها في النفوذ والسيطرة. لنتذكر هنا أن القوات الأميركية حلّت في كل المناطق التي كان “دا*ع*ش” يسيطر عليها. اليوم وبكل بساطة تستطيع القوات الأميركية أن تصطنع تمثيلية انسحاب من بعض المناطق، وتوعز لفلول “د*اع*ش” (ممن ستخرجهم من سجونها أو ممن هم خارجها) أن تنفذ هجمات بهدف السيطرة على الأرض. ثم تخرج علينا لتقول: ألم أحذركم؟.. عودوا عن التقارب، نعيد “د*اع*ش” إلى أوكاره.
ثالثاً، منذ عام تقريباً هناك تسريبات تدور حول إستراتيجية جديد لإدارة بايدن تكمن في جمع وإعادة تنظيم وتجهيز فلول “د*ا*عش” ما بين العراق وسورية. وعليه تم نقل العشرات من إر*ها*بيي “د*ا*عش” من السجون الأميركية في منطقة القامشلي إلى إحدى القواعد الأميركية في الشدادي جنوب الحسكة.
ووفق متابعين فإن مخيم الهول الشهير (في أقصى جنوب شرقي الحسكة) يدخل ضمن إستراتيجية بايدن. المخيم يضم حوالي 60 ألفاً من عناصر “د*اع*ش” وعائلاتهم من جنسيات مختلفة، بينهم 33 ألف قاصر ممن يُسمون «أشبال الخلافة». هؤلاء أو جزء كبير منهم سيجدون أنفسهم في أي لحظة خارج المخيم، باتجاه قواعد أميركية لتدريبهم وتقديم الدعم اللوجستي لهم لتنفيذ عمليات إر*ه*بية ضد الأهالي ومهاجمة مواقع للجيش السوري..
وحسب متابعين؛ ستشكل أميركا منهم نسخة جديدة من “د*ا*عش”، تطلقها رداً على التقارب السوري-التركي.
لننظر هنا فيما أوردته صحيفة «التايمز» البريطانية في عددها الصادر في 31 كانون الأول الماضي، نقلاً عن تقرير للقيادة المركزية الأميركية.
التقرير يحذر من أن «د*ا*عش لديه جيش في الانتظار» ويضيف: «هناك نحو 20 ألف دا*عش*ي محتجز في العراق بينهم قيادات.. و10 آلاف آخرين في سورية، و25 ألف طفل في مخيمات خاصة مثل الهول يمثلون الجيل القادم المحتمل لد*اع*ش».
ويزعم التقرير الأميركي أن هناك سببين رئيسين لاستمرار تهديد “دا*ع*ش”، الأول هجماته على السجون التي تضم عناصره بغرض تهريبهم منها، والثاني ما سماه التقرير الحكم الفوضوي، والسلطة التي تتنازعها عدة أطراف.
طبعاً، يبرئ التقرير الولايات المتحدة من مسؤولياتها حيال تأسيس “د*اع*ش” وتمكينه من التوسع والتمدد، ونشر إر*ها*به، كما يتجاهل حقائق أن السجون التي تضم عناصر “د*ا*عش” هي سجون تحت سيطرتها أو سيطرة جهات وفصائل موالية لها، وأن ما يسمى بفلول “د*ا*عش” تتمركز بشكل أساسي في مناطق تسيطر عليها القوات الأميركية وأنها تنطلق من هذه المناطق لتنفيذ عملياتها الإر*ها*بية.
وسنورد هنا تأكيداً لما سبق:
يقول بيان للقيادة المركزية الأميركية في الـ30 من كانون الأول الماضي: «القوات الأميركية نفذت 122 عملية عسكرية في سورية ضد “د*ا*عش” خلال العام الماضي 2022 وبشكل أدى إلى تصفية كبار قادته المحليين والإقليميين من الصفين الأول والثاني بالإضافة إلى مئات العناصر الآخرين».
ويضيف: «هذه العمليات كانت جزءاً من مهمة تقويض قدرة “دا*ع*ش” على القيام بهجمات مزعزعة للاستقرار في المنطقة والعالم».
إذا ما انتهى التقارب السوري- التركي بالصورة التي تريدها سورية وروسيا، سيكون لـ”د*ا*ع*ش” حديث آخر، وكذلك للاحتلال الأميركي
مثل هذه البيانات ليست جديدة، هي تصدر بين فترة وأخرى، متضمنة عدد الغارات وعمليات الإنزال والاعتقال التي تنفذها ضد المئات من عناصر “د*اع*ش”.. وفيما تقول في كل مرة أن الهدف تقويض قدرة “د*اع*ش”، إلّا أنها وفي البيان نفسه تؤكد أن هذه القدرة ما زالت على حالها وما زال “د*ا*عش” يشكل تهديداً مستمراً.. كيف ذلك؟.. هذا ما لا تجيب عنه. علماً أن لا أحد يحتاج الإجابة، في ظل أن مؤامرة “د*ا*عش” باتت مكشوفة للجميع.
النكتة هنا أن واشنطن، التي تقول لنا إن “د*ا*عش” لا يزال تهديداً رغم أنها تحاربه من سنوات، وسبق أن أعلنت في عام 2019 هزيمته مئة بالمئة… النكتة أن واشنطن تعود وتقول إنه علينا الاكتفاء بمسألة أنها تُبقي “د*ا*عش” في حالة تأهب (بفعل استمرار غاراتها ومداهماتها لمناطقه).. وتريد منا الاعتراف بأن هذا إنجاز يستدعي التصفيق لها.
وهكذا.. تحول هدف هزيمة “د*ا*عش” إلى مجرد إبقائه في حالة تأهب، أما الحقيقة فهي أن أميركا تريد أن تخبرنا بشكل غير مباشر أن “د*ا*عش” سيبقى قائماً طالما هي أرادت ذلك وأنه يشكل أهم أدواتها لإبقاء وجودها الاحتلالي في سورية.. وأن تهديدها بإطلاق يده سيدخل موضع التنفيذ بمجرد أن تظهر أولى نتائج التقارب السوري- التركي على الأرض.. وأنها ليست في وارد الانسحاب من سورية وهي التي تحقق بتواجدها العسكري الاحتلالي جملة أهداف أبرزها:
– منع الدولة السورية من استكمال عملية التحرير باتجاه استعادة وحدة الأرض والشعب من جهة.. واستعادة ثروات السوريين في النفط والغاز والتي تتركز أغلب مواقعها في المناطق التي تحتلها القوات الأميركية.
– منع قيام علاقات تعاون إستراتيجية مع العراق، إلى جانب أن تواجدها ما بين سورية والعراق يشكل في الوقت نفسه حاجزاً جغرافياً بين سورية وإيران بهدف إضعاف جبهة سورية بمواجهة الإر*ه*اب والاحتلال الأميركي لأراضيها من جهة.. وبهدف إضعاف محور المقاومة من جهة ثانية.
وعلى مستوى الإقليم تحقق الولايات المتحدة عدة أهداف أبرزها:
إبقاء تركيا تحت نظرها وضبط علاقاتها مع كل من سورية وروسيا.
أيضاً إبقاء تركيا تحت الضغط والتهديد عبر الاستمرار في دعم كيان انفصالي يتواجد ليس فقط لصيقاً من حدودها بل داخل هذه الحدود.
الإبقاء على سورية ساحة متقدمة لاستنزاف روسيا وإرباكها على جبهتين: سورية وأوكرانيا.
العمل على منع قيام تحالف سوري- روسي- تركي- إيراني، أو تحالف روسي- تركي بداية، يهدد بطردها من كامل المنطقة وليس من سورية والعراق فقط..
إبقاء إيران تحت الضغط عبر استكمال قوس القواعد الأميركية حولها، ولا شك في أن القواعد الأميركية في سورية والعراق هي الأهم باعتبارها تشكل نقطة ارتكاز رئيسة تؤمن لها ما تحتاجه من تأثير ونفوذ.
بكل الأحوال، تخطئ الولايات المتحدة إذ تعتقد أن سيناريو استدعاء “د*ا*عش” سيكون بالسهولة التي تتخيلها.
خلال السنوات الثلاث الماضية (ما بعد إعلان أميركا هزيمة “دا*عش” في عام) جرت مياه كثيرة تحت الجسر، حتى وصلنا إلى نقطة التقارب السوري- التركي، فإذا ما تحقق بالصورة التي تريدها سورية وروسيا، سيكون لـد*ا*ع*ش حديث آخر، وكذلك للاحتلال الأميركي.
أقرأ أيضاً: