الاعتداءات الإسرائيلية

الاعتداء الجوي الإسرائيلي على محيط دمشق أمس يدل مرة أخرى على أن الاعتداءات الجوية الإسرائيلية على سورية بين فترة وأخرى، وبين حين وآخر هو نهج متواصل تحت ذرائع ملفقة وادعاءات كاذبة، بينما هي في الواقع استمرار للحرب الإر*ها*بية التي شنت على سورية منذ أكثر من عشر سنوات، والذي كان الكيان الصهيوني شريكاً فعلياً وأساسياً فيها منذ البداية، حيث احتضن العصابات الإر*ها*بية وقدّم لها كل أنواع الدعم والمساندة، ومعروف أن العصابات التي قامت بعمليات إر*ها*بية في القنيطرة بالقرب من الحدود مع فلسطين المحتلة تلقت دعماً قوياً ومباشراً من الكيان الإسرائيلي الذي قام فوق ذلك بسحب جرحى هذه العصابات إلى داخل الكيان لتلقي العلاج وإعادتهم لمواصلة شن عمليات إر*ها*بية ضد الجيش العربي السوري.
وعندما هزمت العصابات الإر*ها*بية في سورية شرّ هزيمة عدّها كيان العدو هزيمة له، فعمد مباشرة إلى شن عمليات عدوانية من الجو لرفع معنويات ما تبقى من مجاميع الإر*ها*ب أولاً، وإظهار أن الحرب الإر*ها*بية على سورية لم تنتهِ بعد، وحتى يمكن أن تعود في أي لحظة من جهة ثانية، وهذا ما يفسر إصرار العدو الإسرائيلي على تكرار هذه الاعتداءات رغم إنه يخسر معظم صواريخه في كل مرة ولا يحقق ما يريد بل يفشل أكثر فأكثر أمام أبطال وحدات دفاعاتنا الجوية الذين أثبتوا يقظة عالية، وجدارة فائقة في التصدي لاعتداءات العدو في الليل والنهار، وهم بالمرصاد له في كل وقت وكل حين.
ومن جانب آخر، من الواضح تماماً أن الولايات المتحدة الأمريكية مازالت ترعى العصابات الإر*ها*بية المتبقية في سورية والعراق وتقوم بتشغيلها وتكليفها بعمليات إجرامية حين تريد، وهي تأمل في إعادة الحياة إليها بشكل كامل عندما تكون الظروف مناسبة، بمعنى؛ لم تتخل عن مشروعها الإر*ها*بي ولم تعترف بسقوطه في المنطقة، ولذلك تأتي عمليات الاعتداءات الإسرائيلية الجوية المستمرة على سورية بالاتفاق والتنسيق مع واشنطن لإظهار أن هذا المشروع الإر*ها*بي لا يزال ورقة مهمة للغاية في الحسابات الأمريكية الإسرائيلية.
ويمكن القول أخيراً، إنه مهما بلغ الدعم الأمريكي الإسرائيلي لفلول وبقايا الجماعات الإر*ها*بية المسلحة لن يستطيع إعادة الحياة للمشروع الإر*ها*بي الإجرامي، والاعتداءات الجوية الإسرائيلية على سورية لن تزيدها إلّا إصراراً على التصدي لها وسحق بقاياها وإفشال عملياتها الإجرامية، وعلى الرغم من معاناة سورية والسوريين من أوضاع شديدة الصعوبة بسبب العقوبات والحصار فلن يتوقف الاستعداد والجهوزية لمواجهة أي عدوان يقوم به كيان الاحتلال الاسرائيلي وسيكون الرد في كل مرة أكثر قوة وحزماً.
tu .saqr@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار