انضمت إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون، وأصبحت العضو التاسع فيها بعد أن كانت عضواً مراقباً منذ عام 2015، وتعدّ منظمة شنغهاي أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة وهي تعنى بشكل أساسي بالتعاون الاقتصادي بين أعضائها، وشغلت منذ تأسيسها عام 2001 مساحة كبيرة في المشهد الدولي.
ورغم أن دورها اقتصادي إلّا أنها تشكل قوة سياسية مؤثرة في الأحداث العالمية، وانضمام إيران إلى هذه المنظمة في الوقت الراهن مهم جداً لإيران أولاً وللمنظمة ثانياً، فالبنسبة لإيران التي تعاني حصاراً أميركياً وأوروبياً منذ سنوات يأتي هذا الانضمام ليكسر الحصار الغربي ويتيح لإيران فضاءً واسعاً في منظمة تشكل نحو نصف سكان العالم في المقدمة الصين والهند وروسيا، وهناك دول عديدة مرشحة للانضمام إلى المنظمة مثل السعودية ومصر وتركيا.
صحيح أن إيران لديها علاقات قوية سابقة مع روسيا والصين والهند وهي الدولة الأولى في إمداد الصين بالنفط، وتقيم علاقات متينة مع روسيا والهند، لكن مع انضمامها إلى المنظمة ستتعمق هذه العلاقات وتتطور، وسيكون التعامل بالعملات الوطنية بين أعضاء منظمة شنغهاي ضربة قوية للدولار الأميركي، وتعزيزاً لاقتصادات الدول الأعضاء التي تحاربها الولايات المتحدة الأميركية.
وبالنسبة لمنظمة شنغهاي يشكل انضمام إيران لها كعضو كامل العضوية قوة إضافية، لكونها تقع وسط قارة آسيا، ولها سواحل طويلة على الخليج، وكذلك على بحر قزوين وبحر العرب ولديها عدد كبير من الموانئ، ما يساعد أطراف المنظمة على التبادل التجاري والوصول إلى إفريقيا وأوروبا والأمريكيتين.
كما تضيف الموارد الهائلة لدى إيران قدرات كبيرة للمنظمة، وأيضاً يضيف التطور العلمي في إيران على المستوى الصناعي المتقدم، في مجال النانو والطب والأدوية والسلاح قوة جديدة لمنظمة شنغهاي التي بدأ دورها يتعاظم على المستوى الدولي ولم يعد الانفراد الأمريكي بالقرار الدولي له فعالية بعد تشكيل المنظمة، وسياسة القطب الأوحد بزعامة واشنطن بدأت تنهار، مع ازدياد قوة منظمة شنغهاي وتسارع الخطوات لتشكيل عالم متعدد الأقطاب ينهي الهيمنة الأمريكية على دول العالم ويحقق العدالة في الساحة الدولية.
tu.saqr@gmail.com
د.تركي صقر
90 المشاركات