أظهرت انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي تقدماً ملحوظاً للحزب الجمهوري المعارض في مجلس النواب، وصراعاً محموماً في مجلس الشيوخ، انقسم المحللون حول انعكاساته سلباً أو إيجاباً على الواقع الأمريكي عموماً والحالة الاقتصادية للولايات المتحدة التي تعاني تضخماً غير مسبوق على وجه الخصوص.
وبعيداً عما أظهرته هذه الانتخابات من انقلاب للموازين السابقة ،وظهور موازين جديدة، يتنبأ بعض المتابعين للشأن الأمريكي بصعوبتها على الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال ما تبقى من فترته الرئاسية، فإن هذه الانتخابات فضحت عمق الانقسام داخل المجتمع الأمريكي وعرّت مدى التطرف لدى شريحة واسعة جداً من الشعب الأمريكي، الأمر الذي يهدد بانفجار كبير في الداخل لا تنقصه سوى شرارة التشكيك في هذه الانتخابات من هذا الطرف أو ذاك، وإن كانت لم تظهر حتى هذه اللحظة.
لقد كثرت التكهنات حول مستقبل السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية خلال السنتين المقبلتين حول العديد من القضايا الدولية، وخاصة فيما يتعلق بما يجري بين روسيا وأوكرانيا والنفخ في أذن الرئيس الأوكراني لزيادة التعنّت في رفض التفاوض والوصول إلى حلول دائمة وتجنيب العالم كارثة محتملة سواء على صعيد حرب العالمية الثالثة أو على صعيد الانهيار الاقتصادي والركود العالمي أو حتى المجاعة التي تطرق أبواب العديد من الحكومات والدول والشعوب.
في المحصلة؛ مهما يكن من هذه الانتخابات فإن جميع المؤشرات تدل على أنه إذا لم يتوافر الكثير من الحكمة والعقلانية لدى المشرّع الأمريكي، والتي فسحت له هذه الانتخابات نافذة الخروج من المأزق، فإن الأمور تسير بعجلة سريعة نحو الأسوأ.
للمزيد أقرا أيضاً:
«كونغرس» بطاولة مقلوبة على الجميع.. الأميركيون عندما يصوِّتون لعامين كاملين من «العنف السياسي»!