ظهرت خلال الآونة الأخيرة مؤشرات وصفها عدد من المحللين السياسيين بالإيجابية، والمشجعة للخروج نهائياً من ملف الحرب على سورية، والتي كانت بوابتها الأساسية والرئيسة الحدود التركية حيث لعب نظام أردوغان الدور الرئيس فيها.
أردوغان الذي قال عند بداية الحرب على سورية:«نحن ركن أساسي من أركان الشرق الأوسط الجديد»، كان متيقناً حينذاك أن تركيا، ومن ورائها أكثر من مئة وخمسين دولة سيربحون الحرب، وسيسقطون الدولة السورية، يعود اليوم ليطالب بحلّ سلمي لما سمّاه «الأزمة السورية»، ناسياً أنه هو وأركان نظامه وحلفاؤه الذين يتنكّر لهم الآن كانوا من أركانها الأساسيين والمؤججين لها والعاملين على إطالتها طوال الفترة الماضية.
إذا كان رئيس النظام التركي جاداً فعلاً فيما يطلقه من إشارات إيجابية تتناقض مع ما كان ومازال يعمل عليه من تسخين للوضع في الشمال السوري، فإن عليه أن يقوم بخطوات ملموسة على الأرض ليصدّق المتابع ما يقوله، ويبتعد عن اليقين بأن كلامه مجرد دعاية سياسية انتخابية للكسب من أوراق المعارضة التركية التي ترى في انخراط تركيا بالحرب على سورية خسارة سياسية واقتصادية عليها، وعدواناً على جارٍ لا يحب استعداءه.
بالمحصلة؛ ما يطلقه أردوغان من تصريحات هو مؤشرات بحاجة للتدقيق، ويجب أن تقترن بترجمة فعلية تتمثل بسحب قواته ومرتزقته من الشمال السوري، والكف عن العدوان على الجيش العربي السوري وإلغاء مناهج التتريك التي يتبعها في المناطق التي يسيطر عليها مع مرتزقته، والتقيد بسياسة حسن الجوار، وما عدا ذلك ما هو إلّا كلام هباء لا يغني ولا يسمن، وسيكون له أثر عكسي على تركيا عموماً وعلى أردوغان ونظامه خصوصاً.