“إسمنت عدرا” حكاية إنتاجية ترجمتها بتسليمات قيمتها 94 مليار ليرة لمؤسسة عمران
مركزان الخليل
معاناة القطاع العام الإنتاجي وخاصة الصناعي منه توحدت خلال سنوات الأزمة وأصبحت مجموعة مشكلات تستهدف مكونات المنتج وذلك من خلال صعوبة تأمينها سواء من السوق المحلية أم الخارجية , وتخفي خلفها حكايات الحصار الظالم والعقوبات الاقتصادية التي منعت تأمين المطلوب , وإن تم ذلك فهو ضمن ظروف صعبة تفرض زيادة في التكلفة والأسعار وانعكاسها بطبيعة الحال على أسعار المنتج النهائي وحدوث فجوة كبيرة بينها من جهة والقوة الشرائية الضعيفة من جهة أخرى.
قطاع الإسمنت هو صورة مصغرة عما قلنا وهي طبق الأصل لهذه المعاناة، حيث أكد المدير العام لشركة إسمنت عدرا المهندس هادي المحمد في تصريح ل”تشرين” أن الشركة حالياً تعيش تحت ضغط معاناة كبيرة خلفتها سنوات الحرب الكونية , إلى جانب مشكلات موروثة لم نجد لها حلولا , إلا أن سنوات الحرب فاقمتها وزادت من مفاعيلها السلبية على الواقع الإنتاجي والتسويقي , لاسيما لجهة نقص العمالة وحالة التسرب الكبيرة للخبرات والكوادر التي تم تأهيلها لسنوات مضت , وخلال الحرب ظهرت حالات هروب العمالة الشابة من مواقع العمل , وبقاء المعمر منها , وأغلبيتها أصبحت على أبواب التقاعد مما ترك خطوط الإنتاج بمعاناة النقص الحاد بالعمالة والخبرة ,والذي (زاد الطين بلة ) ارتفاع أسعار حوامل الطاقة (الفيول- المازوت- الكهرباء..) التي تشكل نسبتها ما بين 65- 75% من حيث مدخلات تكلفة المنتج وهذه من أهم معوقات العمل , إلى جانب ارتفاع كبير في أسعار القطع التبديلية وصعوبة تأمينها .
لكن بالمقابل الشركة، في رأي المحمد، سعت إلى عدم الوقوع في مصيدة المعوقات والمشكلات وحاولت الاعتماد على الموارد الذاتية والإمكانات المتوافرة وخبرات وعمالة الشركة لإحداث نقلة نوعية على صعيد العملية الإنتاجية والتسويقية وتحقيق مبيعات تجاوزت قيمتها الإجمالية سقف ال 94 مليار ليرة منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية الشهر الثامن منه , إلى جانب تحقيق كمية إنتاج قدرت بحوالي 353 ألف طن سلمت جميعها إلى مؤسسة عمران المسوق الوحيد للشركة , أي إن كامل الإنتاج تم تسويقه .
وأضاف المحمد: إن هذه الأرقام متواضعة قياساً بالإمكانات التي تملكها الشركة لكن الصعوبات والمعوقات التي ذكرناه سابقاً ساهمت في تراجع الإنتاجية , وما تم تنفيذه من إنتاج ومبيعات هو حالة مثالية قياساً بالظروف.