ترسم صورة قاتمة لمستقبل الغابات.. ١١٦ حريقا حراجيا تطول ٤٧٠ دونما
تشرين- محمد فرحة:
قد تكون السنوات العشر الماضية من أسوأ السنوات التي مرت على غاباتنا الحراجية الطبيعية ، حيث طالت الحرالق حوالي ٤٧ هكتارا ، أي ما يعادل ٤٧٠ دونما من جهة الحرائق الحراجية فضلا عن الاحتطاب الجائر الذي وصل إلى درجة الإقصاء ، ما بات يهدد غاباتنا ويرسم صورة قاتمة لمستقبل الحراج والمحميات .
وفي هذا الصدد قالت المفوضة السامية للأمم المتحدة ميشيل باشليت : إن العالم لم يشهد أبدا تهديدا أخطر مما يلحق بالغابات ، وهذا يشكل اعتداء على حقوق الإنسان، ما يعني أن العالم يحرق نفسه .. جاء ذلك في كلمة لها خلال افتتاح مجلس حقوق الإنسان العام الماضي .
وفي لغة الأرقام ببن مدير الحراج في وزارة الزراعة المهندس باسم سلوم أن عدد الحرائق التي نشبت هذا العام وحتى اليوم بلغ ١١٦ حريقا حراجيا طالت غابات بلغت مساحتها ٤٧٠ دونما وهو رقم ليس بقليل أبدا، مضيفا: إن الحرائق التي تطول الغابات تشكل تهديدا للبيئة والطبيعة وكل مكونات هذه الغابات من أشجار وكائنات حية أخرى . في حين بلغت مساحة الحرائق الزراعية ٥٥٤ هكتارا .
وأردف قائلا: هنا يتجلى دور الوعي العام المتمثل بحماية الغابات والحفاظ عليها لكونها تشكل الرئة التي نتنفس منها ولها دورها المؤثر في المتغيرات المناخية .
من ناحيته رئيس دائرة حراج سهل الغاب فايز محمد قال : ١٣ حريقا حراجيا طالت منطقة الغاب حتى منتصف هذا الشهر وشملت ٢٥٣ دونما حراجيا في مواقع متعددة في مجال هيئة زراعة الغاب ، طبعا هذا الرقم من بين ألأرقام التي تحدث عنها مدير الحراج في وزارة الزراعة .
في حين أشار الدكتور أحمد ميرزا رئيس دائرة حراج زراعة حماة في حديثه ل”تشرين” إلى أن عدد الحرائق التي طالت حراج زراعة حماة ١٢ حريقا تضرر بموجبها ٩٥ دونما أيضا، أما الأضرار الكبيرة فكانت بسببب حرائق المساحات الزراعية، وفقا لحديث الدكتور أحمد ميرزا ، حيث وصل عددها إلى ١٨٩ حريقا قدرت مساحتها ب١٣٣٠ دونما ما بين محاصيل زراعية وأشجار مثمرة كان آخرها حريق قرية دير شميل في ريف مصياف، منوها إلى أن ضرر الحرائق لا يقتصر على الغابات فقط بل يشمل إطلاق كميات هائلة من الكربون إلى الجو ، إذ تصبح المشكلة أسوأ إذا ما علمنا أن الكثير من الأشجار التي تنجو من الحرائق ستتعرض للتلف في غضون عدة سنوات أو أشهر من جراء تعرضها لتيارات هوائية ساخنة من الحريق الذي أحاط بها .
واستطرد ميرزا قائلا : الدراسات تقول إن شجرة معمرة تختزن ٤ أطنان من أكسيد الكربون الذي ينطلق عند احتراقها.
بالمختصر المفيد لا تقتصر حماية الغابات على العاملين في هذا المجال، بل هي مسؤولية الجميع ، ما يتطلب وعيا كافيا .. وبغير ذلك ستبقى غاباتنا بقبضة العابثين الجهلة ، ويكفي مشهد واحد للعاملين في الحراج وهم يمضون الليل والنهار لإخماد الحرائق ، حتى إن بعضا منهم يعودون من دون أحذبة وفقا لمشاهدتنا بعد أن تآكلت من جمر الحريق.