حمى المتاجرة تصل إلى مواقع “التواصل”.. الحطب يستبق موسم الشتاء بأسعار قياسية ويفتح شهية المتاجرين
تشرين – عمار الصبح
عادت الأحاديث عن اقتراب موسم الشتاء إلى الواجهة مجدداً، وسط مؤشرات تشي بتقلص خيارات التدفئة هذا العام مع نقص كميات المازوت وارتفاع أسعاره، ما رفع أسهم الحطب كبديل للتدفئة وكخيار اعتمده كثيرون خلال سنوات سابقة.
ولعل تصاعد وتيرة الحديث المبكر عن موسم الشتاء والدفء له ما يبرره حسب قول عدد ممن التقاهم مراسل “تشرين” في محافظة درعا، ففي ظل تقلص الكميات المعلن عن توزيعها من مازوت التدفئة، وعدم كفايتها لسد احتياجات الموسم ووصول الليتر في السوق السوداء إلى أكثر من 6000 ليرة، كل ذلك جعل الحطب خياراً يكاد يكون وحيداً في الميدان، وهو ما دفع كثيرين لشرائه وتخزينه باكراً خشية الوقوع في أخطاء السنوات الماضية، فأدى ذلك إلى تضاعف أسعاره مقارنة بالموسم الماضي.
وسجلت أسعار الحطب هذا العام أرقاماً قياسية جديدة إذ تجاوز سعر الطن الواحد مليون ليرة لبعض الأصناف، فيما يختلف السعر باختلاف نوع الشجر الذي جرى تحطيبه وحسب درجة يباسه، وبالمقارنة مع أسعار السنوات السابقة، فقد تضاعفت أسعار الحطب أكثر من مرة، ففي موسم الشتاء ما قبل الماضي كانت الأسعار بحدود 200 ألف ليرة للطن، ارتفعت في الموسم الماضي لتصل إلى 500 ألف، وصولاً إلى أكثر من مليون ليرة هذا الموسم، والسبب حسب وصف أحد تجار الحطب، كثرة الطلب على المادة وقلة المعروض منها في السوق، خصوصاً أن أغلب ما يتم عرضه يأتي من محافظات أخرى ما يعني مزيداً من أجور النقل والتكاليف على حدّ زعمه.
وفتحت الأسعار المرتفعة للحطب شهية المتاجرين حتى وصلت حمى المتاجرة إلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي أنشأها البعض لهذه الغاية وبمسميات مختلفة، للترويج لعروض الحطب وبأسعار تبدأ بمليون ليرة للطن الواحد وتصل إلى أكثر من 1.2 مليون وذلك حسب النوعية وحسبما إذا كان المعروض للبيع جذراً أو سوقاً على حدّ وصف إحدى هذه الصفحات.
ورغم رفض تجار الحطب الافصاح عن مصادر الحطب المعروض للبيع ونفيهم الاتجار بالحطب الحراجي، تشير المشاهدات إلى أن المعروض يتنوع بعضه بين خشب الزيتون الأكثر طلباً والأعلى سعراً، فيما يشمل البعض الآخر أشجار الكينا والسرو والحراجي التي تعرضت ولا تزال للتحطيب الجائر.
وأوضح رئيس دائرة الحراج في مديرية زراعة محافظة درعا المهندس جميل العبد الله أن التعديات على الثروة الحراجية في المحافظة لا تزال حاضرة رغم كل الجهود التي تبذل لوقف هذه الظاهرة التي تشكل تهديداً للثروة الحراجية سواء أكان في المواقع الحراجية أو على الطرق، وإن كانت هذه التعديات أقل داخل المخططات التنظيمية للمدن والبلدات، وقد جرى تنظيم 25 ضبطاً حراجياً منذ بداية العام، لافتاً إلى أن هذه التعديات غالباً ما تأخذ طابعاً فردياً من قبل البعض نتيجة عدم توافر مادة المازوت لزوم التدفئة.
وأشار العبد الله إلى أن كثيراً من الحطب المعروض للبيع يأتي من محافظات أخرى وتحمل هذه السيارات رخصاً نظامية، وفي حال عدم وجود هذه الرخص تصادر الكميات مباشرة قبل وصولها إلى وجهتها، وفي ظل عدم وجود مستودع حراجي في المحافظة تكون وجهة هذه الشاحنات منشآت القطاع الخاص.
وبيّن العبد الله أن المديرية تعمل على تعويض الفاقد من الأشجار الحراجية ضمن خطة موضوعة تستهدف إنتاج 25 ألف غرسة حراجية للموسم المقبل، وتحريج 85 هكتاراً في المواقع الحراجية وتعزيل 6 كم من الطرق فيها إضافة إلى تنفيذ 70 هكتاراً ضمن خطة التربية والتنمية.