فرحة مزارعي الشوندر السكري لم تكتمل!.. الإنتاج يقع في مصيدة تراجع المساحات المتعاقد عليها مع شركة سكر سلحب
تشرين- علي شاهر أحمد:
انخفضت المساحات المتعاقد على زراعتها بالشوندر السكري خلال الموسم القادم مع شركة سكر تل سلحب إلى أقل من نصف مساحات العام الماضي وذلك بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج والتي تسببت بخسائر كبيرة لحقت بالفلاحين.
وأكد المهندس رامي عيسى المدير الفني في شركة سكر تل سلحب أن المساحات التي تعاقدت الشركة على زراعتها بالموسم الزراعي القادم لم تتجاوز ١٧٥٠ هكتاراً وبلغ عدد العقود ٧٦٠ عقداً بينما بلغت المساحات المتعاقد على زراعتها بالموسم الماضي ٤٣٨٥ هكتاراً والسبب بتراجع الإقبال على التعاقد هو ارتفاع تكاليف الإنتاج من أسمدة ومحروقات ونقل.
وذكر المهندس وفيق زروق مدير الثروة النباتية بالهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب أن المساحات المزروعة بالشوندر السكري بالموسم الماضي بلغت ٣١٢٢ هكتاراً أتلفت الظروف المناخية (صقيع- زراعة بظروف غير مناسبة) ١٢٨٦ هكتاراً منها وبقي ١٨٣٦ هكتاراً تم تسويق إنتاجها البالغ ٥٨ ألف طن إلى شركة سكر سلحب، كما تم تسويق أكثر من ألف طن من المساحات المزروعة في مجال إشراف مديرية زراعة حماة.
وأشار زروق إلى أن أغلب المساحات المزروعة بالشوندر بالموسم الماضي لم تزرع بوقتها المناسب المحدد من ١٥ تشرين الأول حتى ١٥ تشرين الثاني وقد زرعت في شهر كانون الأول وما بعد وكانت الظروف المناخية من انخفاض حرارة وصقيع وثلوج غير مناسبة لنمو محصول الشوندر وأدى ذلك إلى انخفاض المردودية الإنتاجية عن الكميات المتوقعة حيث بلغ متوسط الإنتاج بالدونم ٣.٢ أطنان.
وقال محمد إبراهيم رئيس جمعية المسحل الفلاحية: سمعنا من المعنيين بـ” الزراعة ” الكثير من التصريحات عن الدعم المقرر تقديمه لمزارعي الشوندر من أسمدة ومحروقات، لكن في الواقع لم نرَ من هذا الدعم إلّا ٤٠ كيلوغراماً من الأسمدة الآزوتية منها ٢٠ كيلو يوريا والبقية ٢٦ % آزوت بالإضافة إلى ٦ ليترات مازوت للدونم وهذه الكمية لا تساوي ثلث الاحتياج، فالمزارعون اشتروا احتياجات أراضيهم من السوق السوداء بأسعار مضاعفة.
ولفت إبراهيم إلى أن تكلفة دونم الشوندر تجاوزت مليون ليرة لا بل وصلت إلى مليون ونصف المليون بالطرف الشمالي من الغاب إذ وصلت أجرة نقلة الشوندر إلى شركة سكر سلحب إلى ٥٠٠- ٦٠٠ ألف ليرة بهذه المناطق وتسبب ذلك بخسارة الفلاحين ملايين الليرات ولذلك فإن أغلب مزارعي الشوندر لديهم إحساس بأن الجهات المعنية ليست جادة بإنجاح زراعة بالشوندر لأن السخاء بالتصريحات لا ينفع بشيء إذا لم يقترن بالأفعال.
وهكذا فإن فرحة الفلاحين بعودة زراعة الشوندر المحصول الإستراتيجي الذي له دور اجتماعي في تشغيل اليد العاملة وتحقيق الدورة الزراعية المتكاملة لم يكتب لها أن تكتمل، لأن الفلاحين لحقت بهم خسارة فادحة بالموسم الماضي تسببت بإحجامهم عن التعاقد من جديد وشركة سكر تل سلحب التي ستبدأ بصيانة وإعمار فرن الكلس لايزال ينتظرها مصير محفوف بالمخاطر بسبب عدم تقدم أي عارض لمناقصة صيانة المراجل وتجهيزها بالتحكم الآلي حيث اعتمدت الشركة على التحكم اليدوي بالدورة التصنيعية الماضية وكانت بمثابة عمل إنقاذي لاستلام المحصول وتصنيعه.