يبدو أن ما أعلن عنه في أنقرة لجهة “العزم” على التقارب مع دمشق، يكبر، ويتسع حتى إن البعض عدّ أن رئيس النظام التركي قد وضع هذا في صدارة أولوياته للمرحلة التي تفصله عن الانتخابات..
ومن الآن فصاعداً، من المرجح أن يعلن أردوغان، وأركان حزبه وحكومته عن المزيد من المواقف، في الاتجاه نفسه، في سياق “مبادرات” “حسن النية” حيال دمشق لتحقيق انفراج في العلاقة المتأزمة معها، منذ بدء الحرب على سورية، (كان وما زال حتى اللحظة شريكاً أساسياً في دعم الإر*ه*اب) بعد تسوية المسائل الخلافية بينهما.
جميع المراقبين والمحللين والمتابعين للشأن التركي يجمعون على أن أردوغان، ما كان بوارد هذه الانعطافة، لولا شعوره بأن هذا قد يكون طوق نجاة له، لأهداف انتخابية اقتصادية سياسية، ليست بخافية على أحد، أو مستترة.
بل يذهب كثير من هؤلاء إلى اعتبار أن أردوغان، ليس بوارد الانقلاب على تفاهمات سوتشي، ما يعني أنه ماضٍ في إظهار المزيد من المواقف، تبعاً لما تم الاتفاق عليه مع الرئيس بوتين.
قد يبدو النظام التركي اليوم براغماتياً، أكثر من أي وقت، وله أن يحلق في المواقف، ما يعتقد أنها قد تكون خلاصاً له، لكن ما يجب أن يكون واضحاً، ما ينبغي التحذير منه، هو ألا نجعل من هذا حبل إنقاذ لهذا النظام الذي خبرناه جيداً وليس بوارد إعطائه المزيد من الفرص.
فقد لدغنا منه، وتضرر اقتصاد سورية قبل 2011 كثيراً من جراء الانفتاح على تركيا، وبعد 2011 فإن ما نحن فيه، واستطالة الأزمة فإنه كان شريكاً أساسياً في هذه كله.
قد تشهد الفترة المقبلة مزيداً من الإجراءات لتنفيذ المقاربات الروسية التي تدفع بالعلاقات السورية– التركية إلى طريق التسوية، حسبما سرب بهذا الخصوص، لكن تبقى الأمور بحاجة إلى جسر هوة الخلافات العميقة والجوهرية وهذا يتطلب وقتاً، وبرعاية موسكو لحل نقاط الاختلاف.
لا يهمنا اليوم أين سيضع أردوغان بيضه، فهو لاعب سيرك ماهر، وهذا شأنه، لكن ما يعنينا هو ألّا نكون مرة أخرى جسر عبور له أو لغيره للخروج من أزمته، فالمؤمن لا يلدغ من الجحر نفسه مرتين.
شوكت ابو فخر
40 المشاركات