بات معروفاً أنه كلما جاء رئيس وزراء جديد لكيان الاحتلال الإسرائيلي يقوم باستعراض عضلاته فيأمر جيش الاحتلال بشن عدوان على الشعب الفلسطيني ولاسيما على الفلسطينيين في قطاع غزة.
ويجري استعجال العدوان إذا كان هناك موعد لإجراء الانتخابات وهكذا جرى العدوان الغادر الأخير على غزة الذي أمر بشنه يائيير ليبيد الذي يتهيأ لخوض انتخابات صعبة في الأشهر القليلة القادمة تحدد مصيره أمام منافسة شرسة وصراع حاد داخل الكيان الصهيوني عطّل تشكيل الحكومة ثلاث مرات ومازالت الخلافات على أشدها .
ويأمل ليبيد أن يسهم العدوان الأخير على غزة واستهداف قياديين في المقاومة الفلسطينية وخاصة في حركة الجهاد في تقديم دعم له في الانتخابات القادمة وزيادة شعبيته والتغلب على منافسيه لكن رياح ليبيد لم تجرِ كما تشتهي سفنه فلقد صمدت المقاومة صموداً أسطورياً في وجه آلة الحرب الصهيونية الجهنمية وردت حركة الجهاد وحدها بعد أن وقفت بعض الفصائل -مع الأسف- على الحياد بإطلاق مئات الصواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية وأغرقت مستوطنات الاحتلال وغيرها بالصواريخ التي وصل عددها إلى حوالي ألف صاروخ جعلت أكثر من مليوني إسرائيلي ينامون في الملاجئ طوال أيام .
وضع ليبيد القضاء على حركة الجهاد على رأس أهداف عدوانه على غزة هذه المرة ، لكنه فشل فشلاً ذريعاً وواجهت حركة الجهاد العدوان الإسرائيلي بصمود بطولي وفعلت صواريخها التي طالت معظم المستوطنات والمدن الإسرائيلية فعلها بخلق حالة من الرعب والهلع في صفوف المستوطنين وكشفت عورة الاحتلال وعجزه عن تأمين الأمن والاستقرار الذي وعد بتأمينه لهؤلاء، وذهبت هذه الوعود أدراج الرياح أمام عواصف الصواريخ التي كررت جولات وصولات معارك سيف القدس التي حدثت بالأمس القريب، ما دفع حكومة ليبيد إلى توسل الحكومة المصرية للتوسط لدى حركة الجهاد للتوقف عن إطلاق الصواريخ .
صحيح أن العدوان الغاشم أوقع أكثر من أربعين شهيداً وعشرات الجرحى والمصابين وهدم عشرات المنازل ولكن تم دحره على أيدي فصيل واحد من فصائل المقاومة وزادت قوة حركة الجهاد ومكانتها وخابت آمال ليبيد وحكومته في القضاء عليها أو إضعافها وخاب أكثر في استخدام العدوان الخائب ورقة يربح بها الانتخابات القادمة .
tu.saqr@gmail.com